وكان مولدُه يومَ الجمعة تاسعَ رمضان سنة ٨٣٥ هـ، وأمّه أمّ ولد جركسية، فحفظ "القرآن"، و "أربعين النووي"، و"الشاطبية"، و"مختصر القدوري"، و"ألفية ابن مالك"، وعرض على أئمة عصره، كالشهاب بن حجر، والعلم البُلْقيني، والعلاء القلقشندي، وسعد الدين بن الديري، وابن الهُمام، وجماعة -رحمهم الله تعالى-، وكتبوا له. مات سنة ٩١٨ هـ.
٢ - عبد الرحمن بن على بن عبد الرحمن بن على قاضي القضاة التّفْهَني -رحمه الله تعالى-. قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: لازمَ الاشتغالَ، فمَهَرَ في الفقه والعربية والمعاني، واشتهر اسمُه، ونابَ في الحكم، ثم وَلِيَ التدريسَ بـ "مصرَ"، ثم القضاءَ.
مات مسموما في شوّال سنةَ خمس وثلاثين وثمانمائة، كذا ذكره السيوطى في "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة". قال الإمام اللكنوي -رحمه الله تعالى-: ذكر السخاوي في "الضوء اللامع" عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن هاشم الزين أبو هريرة التَّفْهَنِي، ثم القاهري الحنفي. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة بـ"تَفْهَنا"، بفتح المثناة والفاء وسكون الهاء، بعدها نون، قرية من أسفل الأرض من قرب "دمياط"، وماتَ أبوه، وكان طحّانًا، وهو صغير، فقدم مع أمّه "القاهرة"، وكان أخوه بها، فنزل بعنايته بمكتب الأيتام بـ "صَرْغَتْمَشِيَة"، ثم ترقّى إلى عرافتهم، وأقرأ بعض بني أتراك تلك الخطّة، ونزل في طلبتها، وحفظ "مختصر القُدُوري"، وغيرَه، ولازَمَ الاشتغالَ، ودارَ على الشيوخ.
ومن شيوخه: خير الدين العينتابي إمام الشيخونية، والبدر محمود الكلستاني، فمَهَر في الفقه، وأصوله، وأصول الدين، والعربية، والمعاني، وغيرها. وتصدّى للتدريس والإفتاء سنين، ونابَ في الحكم عن الأمين