للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم أنه طاف بلاد "ما وراء النهر"، و"المغل " إلى حدود "الخطا" (١)، وقطع "سيحون"، واجتمع بمشايخ لا يحصون؛ من أعظمهم: الخواجا عبد الأول، وابن عمّه عصام الدين، والشيخ حسام الدين، وأسمع بـ "بخارى" على عالمها الربّاني الخواجا محمد الزاهد، الذي توفى بـ "المدينة المنورّة"، في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة.

ومكث بـ "ما وراء النهر" نحوًا من ثمان سنين، وذكر أنه اجتمع بعالم "خوارزم" المولى نور الله، واجتمع بالمولى حافظ الدين البزّازي، وأقام عنده نحو أربع سنوات، وقرأ عليه الفقه، وأصوله، والمعاني، والبيان.

ثم قدم "الديار الرومية"، وأقام بها نحو عشر سنين، واجتمع بعلمائها، ومن أجلّهم: المولى شمس الدين الفنري (٢)، والمولى برهان الدين حيدر الخوافي، وقرأ عليه "مفَتاح العلوم" من أوله إلى آخره، وقرأ غير ذلك من العلوم العقلية والنقلية.

وتنقلّتْ به الأحوال إلى أن اتّصل (بخدمة السلطان) غياث الدين أبي الفتح محمد بن عثمان الكريشجي، وأقرأ أولاده، ومنهم: السلطان مراد خان، وترجم له كتاب "جامع الحكايات" من الفارسي إلى التركي، نظمًا ونثرًا، وهو في ستّ مجلّدات، وترجم "تفسير أبي الليث السمرقندي"، و "تعبير القادري" نظمًا، وكان يكتب عند السلطان غياث الدين المذكور إلى سائر الأطراف، عربيًا، وفارسيًا، وتركيًا، وغير ذلك.


(١) وقد أسس الخطا لهم دولة في إقليم التركستان في مستهل القرن السادس الهجري. انظر سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي ٣٦ حاشية رقم ٣.
(٢) ويقال له الفناري أيضا، ويأتي بيان هذه النسبة في ترجمته الآتية باسم "محمد بن حمزة بن محمد بن محمد الرومي".

<<  <  ج: ص:  >  >>