للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكره صاحب "الجواهر"، وقال: أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن يحيى بن الحارث، أبو العبّاس، عرف بابن أبي العوام، السعدي.

يأتي أبوه، وعبد الله جدّه. بيت علماء فضلاء.

وأحمد هذا أحد قضاة "مصر"، مولده بها سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.

روى عن أبيه، عن جدّه، روى عنه أبو عبد الله محمد بن سلامة القُضاعي.

وكان بـ "مصر" رجل مكفوف البصر. يقال له: أبو الفضل جعفر الضرير، من أهل العلم، والنحو، واللغة، فقدّمه الحاكم، وخلع عليه، وأقطعه، ولقّبه بـ "عالم العلماء"، ثم سأله عن الناس واحدًا واحدًا، فذكر أبا العبّاس أحمد بن أبي العوام، وغيره، فوقع الاختيار على أبي العبّاس، فقيل للحاكم: ما هو على مذهبك، ولا مذهب من تقدّم من سلفك، غير أنه ثقة، مأمون، مصري، عارف بالقضاء، عارف بالناس، وما في "مصر" من يصلح لهذا الأمر غيره (١).

فأمر الحاكم أن يكتب له سجل، وشرط عليه فيه أنه إذا جلس في مجلس الحكم، يكون معه أربعة من فقهاء الحاكم، كيلا يحكم إلا على المذهب، وقرأ (٢) عهده على المنبر بالجامع العتيق. وزكاه فيه بأحسن تزكية، وخلع عليه، وحمل على مركب حسن، وجعل له النظر في "القاهرة"، و"مصر"، و"الحرمين"، وسائر الأعمال، ما خلا "فلسطين"، فإن الحاكم


(١) وفي الجواهر بعد هذا زيادة، "وقام أبو الفضل الضرير من عند الحاكم، وقد أحكم له الأمر".
(٢) في الجواهر "وقرئ".

<<  <  ج: ص:  >  >>