للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اشتغل في بلده، وتفقّه على جماعة، حتى برع في الفقه، والأصول، والمعاني، والبيان.

ودرّس في عدّة بلاد، وقدم "مَارِدِيْن"، فأقام بها مدّة، ثم وصل إلى "حَلَب"، فقطنها، فلمّا أنشأ الظاهرُ بَرْقُوْق مدرسته، بين القصرين، استدعاه، فقدم في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، فاستقرّ شيخ الصوفية بها، ومدرّس الحنفية، وذلك في ثاني عشر شهر رجب، منها، فتكلّم على قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}، ثم اقرأ "الهداية"، وغير ذلك من كتب الفقه والأصول.

قال ابن حجر: وكان شيخنا عزّ الدين ابن جماعة يُقَرِّطُه، ويُفْرِطُ في وصفه بالفهم والتحقيق، ويذكر أنه تلقف منه أشياء لم يجدْها مع نفاستها في الكتب.

ولم يزلْ على حالته، موصوفًا بالديانة، والخير، والانجماع، والتواضع، وكثرة الأسَف على نفسه، والاعتراف بتقصيره في حقّ ربّه، إلى أن صار يعتريه الرَّبْوُ، وضيق النفس، فمرض به، إلى أن مات، في ثالث جمادى الأولى، سنة خمس وتسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.

* * *


= وترجمته في الدرر الكامنة ١: ٣٢٨، ٣٢٩، وذكره ابن تغرى بردى في النجوم الزاهرة ١٢: ١٠١، في عداد الفقراء الذين أوصى السلطان برقوق من أنص الجاركسي، بأن يدفن في لحد تحت أرجلهم، وانظر: حسن المحاضرة ١: ٥٤٧، ٥٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>