للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والعلامة شمس الحق الأفغاني، رحمهم الله تعالى. وحفظ القرآن الكريم عند دراسته في دار العلوم ديوبند.

وكان ورعا تقيا من ريعان شبابه، بايع في الطريقة أولا على يد الشاه ضمير الدين، وبعد وفاته على يد السيّد أصغر حسين الديوبندي، وبعد وفاته على يد السيّد حسين أحمد المدني، ثم أجازه الشيخ المدني في الإرشاد والتلقين.

وبعد قراءة فاتحة الفراغ وصل إلى وطنه سنة ١٣٥٩ هـ، فعين مدرسا في دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، فدرّس "الصحيح" لمسلم، و"صحيح البخاري"، و"الهداية"، وغيرها. واشتغل بالإفتاء نائبا للمفتي الأعظم فيض الله رحمه الله تعالى، ثم بعده عين رئيسا في دار الإفتاء، فقام بهذا المنصب الجليل سبعين سنة، وصدر منه في هذه المدة فتاوى كثيرة، لا يحصى عددُها، وطبع من فتاويه مجلّد باسم "فتاوى دار العلوم".

توفي عند الصبح الصادق يوم الاثنين في ربيع الأول سنة ١٤٣٠ هـ، وأمّ في صلاة جنازته أعزّ تلاميذه العلامة شيخ الإسلام أحمد شفيع، واجتمع فيها فوق مائة ألف من المسلمين، له تلاميذ لا يحصى عددهم.

قلت: قد حصلتْ لي سعادة التلمّذ بهذا المحدّث الجليل والفقيه الضليع، فإني أخذت الحديث عنه، وتفقّهت عليه، قرأت عليه الجزء الأول والثاني من هداية الفقه للمرغيناني، و"الصحيح" للإمام مسلم بن الحجّاج القشيري، و"موطأ الإمام محمد".

وحصلت لي الإجازة المكتوبة برواية أحاديث "صحيح البخاري"، وغيرها من مروياته ومسموعاته، التي أجاز شيوخه بروايتها له.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>