كان رحمه الله تعالى شريف النسب، رفيع القدر على الهمّة، كريم الطبع، سخيّ النفس، ولم يبق له عقب، لأنه لم يتزوّج أصلا، وقد اتهمه لذلك بعض الناس بالميل إلى الغلمان، إلا أن المولى الوالد حكى عن أستاذه المولى خواجه زاده أنه ركب معه في بلدة "أدرنه"، وكانا يطوفان حولها، ويتحدّثان، فسأل في أثناء الكلام عن لذّة الجماع، وقال: إني سألتُ عنها كثيرا من الناس، ولم يقدروا على وصفها، لكنّك عالم فاضل، تقدر على التعبير عنها، قال: قلت: إنها تدرك، ولا يمكن وصفها، فأنكر هذا الكلام، قال: قلت: له بين لي لذّة الغسل، قال: هي لا تدرك إلا بالذوق، قال: قلت: وكذا هذه، قال المولى الوالد: قال المولى خواجه زاده: وعند ذلك تحقّقت أن به عنة، وكان رحمه الله تعالى ينظم بالعربية، ومن نظمه قصيدته التي جعلها نظيرة لقصيدة المولى الفاضل الكامل حضر بك المارّ ذكره، وهي هذه:
يا رامي قلبي بسهام اللحظات … هيهات نجاتي ما زلت فداء لك روحي
وحياتي من قبل مماتي نمقت إلى بك … بك يا قرّة عيني بالدمع كتابا
أشهدت على الوجد مدادي … ودواتي سل من عبراتي جلباب
دجا صدغك قد أصبح مسكا … يا ظبي حريم قد أحرق في الصين
قلوب الظبيات نار الحسرات … كم تحرق أحشاي وفي فيك زلال
والشارب منه يحكي خصرا مورده … ماء حياتي لا في الظلمات
من أحمد في ليلة أصداغ ملاح … لاحت كلمات من نسمتها فاح
وقد رأيت في بعض مكاتباته أنه أورد في عنوانه بيتا أشار فيه إلى شرف نسبه، وهو هذا
سلام كأنفاسي إذا كنت ناطقا … بمدح رسول الله جدّي وسيّدي