للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال كان عمر بن الخطَّاب رضي الله تعالى عنه إذا رآه ينشد قولَ زهير في هرم بن سنان (١):

لو كنت من شيء سوى بشرٍ … كُنت المضي لليلةِ البدرِ

أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم، أقنى العرنين، سهل الخدين، أزج الحاجبين، أقرن، أدعج العين، في بياض عينيه عروق حمر رقاق، حسن الخلق، معتدله، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، دقيق المسربة، كأن عنقه إبريق فضة، من لبته إلى سُرته شعر مُجرى كالقضيب، ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، ششن الكف والقدم، ضليع الفم، أشنب، مُفلج الأسنان، بادنًا مُتماسكًا، سواء البطن والصدر، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، أشعر الذراعين والمنكبين، عريض الصدر، طويل الزند، رحب الراحة، سائل الأطراف، سبط القضيب، خمصان، بين كتفيه خاتم النبوَّة.

قال جابر بن سمرة: مثل بيضة الحمام يشبه جسده.

إذا مشى كأنما ينحدر من صبب، وإذا مشى كأنما ينقلع من صخر، إذا التفت جميعًا، كان عرقه اللؤلؤ، ولريح عرقه أطيب من ريح المسك الأذفر.

وقال (٢) عند أم سليم، فعرق، فجاءتْ بقارورة، فجعلت تسكب العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: يا "أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ ".

قالتْ: هذا عرقك، نجعله في طيبنا، وهو أطيب الطيب.

وفي وصف أم معبد له: وفي صوته صَهَل، وفي عنقه سطع، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البها، أحمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق.


(١) شرح ديوان زهير ٩٥.
(٢) من القيلولة.

<<  <  ج: ص:  >  >>