وقرأ الأمّهات الستّ على الشيخ إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي المهاجر المكّي، سِبْط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وأخذ عنه الإجازة، ورحل إلى "المدينة المنوّرة"، وسعد، وتبرّك بالإقامة في جوار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم رجع إلى "الهند"، وتصدّر بها للتدريس مع استرزاقه بالتجارة، وكان عالما، صدوقا، أمينا، ذا عناية تامة بالحديث، صرف عمره في تدريس الصحاح الستّ وتصحيحها، لا سيّما "صحيح الإمام البخاري"، وخدمه عشر سنين، فصحّحه، وكتب عليه حاشية مبسوطة.
توفي بالفالج لستّ ليال خلون من جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة "سهارنبور"، فدفن بها.
قال العلامة السهارنبوري في مقدمة حاشيته على "صحيح البخاري" في بيان الإسناد منه إلى الإمام البخاري: قرأتُ أكثرَ هذا "الجامع الصحيح" للبخاري رحمه الله تعالى على الفاضل الفقيه الألمعي الشيخ وجيه الدين المحسني الصدّيقي السهارنبوري في بلدة "سهارنبور" - صانها الله تعالى عن الآفات والشرور -، وحصل له الإجازة والقراءة عن الشيخ العالم الربّاني مولانا عبد الحي، عن الشيخ الماهر في علم الباطن والظاهر مولانا عبد القادر، عن أخيه الشيخ عبد العزيز، عن أبيه الشيخ ولي الله الدهلوي.
ح ثم قرأتُ ثانيا بعض "الصحيح"، وسمعتُ بعضه بقراءة الغير على الشيخ المكرّم المشتهر بين الآفاق بالفضل والوفاق مولانا محمد إسحاق في البلدة المكرّمة "مكة المعظمة" - زادها الله تكريما وتعظيما -، وأجازني به، وقال: وحصل له الإجازة والقراءة والسماعة من الشيخ الأجلّ والحبر