للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحدّث أحمد بن يوسف الأزرق، عن عمّه إسماعيل بن يعقوب، عن عمّه البهلول بن إسحاق، قال: استدعى المتوكّل أبي إلى سرّ من رأى، حتى حدّثه، وسمع منه، وقرى له عليه حديث كثير، ثم أمر، فنصب له منبر، فكان يحدّث عليه، وحدّث بالمسجد الجامع بسرّ من رأى، وفي رحبة زيرك، بالقرب من باب الفراعنة، وأقطعه إقطاعًا، مبلغه في كلّ سنة اثنا عشر ألفًا، ورسم له صلة بخمسة آلاف درهم في السنة، فكان يأخذها، وأقام إلى أن قدم المستعين بالله "بغداد"، فخاف أبي من الأتراك أن يكسبوا الأنبار، فانحدر إلى "بغداد" عجلًا، ولم يحمل معه شيئًا من كتبه، فطالبه محمد بن عبد الله بن طاهر (١) أن يحدّث، فحدّث بـ "بغداد" من حفظه بخمسين ألف حديث، ولم يخطئ في شيءٍ منها.

وقال ابن الأزرق: حدّثني القاضي أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول، قال: تذاكرت أنا ومحمد بن صاعد، ما حدّث به جدّي بـ "بغداد"، فقلت له: قال لي أنيس المستملي: حدّث أبو يعقوب بن إسحاق بن البهلول بـ "بغداد"، من حفظه بأربعين ألف حديث.

فقال لي أبو محمد بن صاعد: لا يدري أنيس ما قال، حدّث إسحاق بن البهلول، من حفظه بـ "بغداد"، بأكثر من خمسين ألف حديث.

وقال أبو طالب: كنت مع أبي بـ "بغداد"، وأنا جالس على باب داره، فخرج من عنده جماعة من أصحاب الحديث، وهم يقولون: قد حدّث


(١) في الأصول "ظاهر"، وهو خطأ، لأن الذي كان يتولى أمر بغداد آنئذ هو محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي، المتوفى سنة ثلاث وخمسين ومائتين. انظر: تاريخ بغداد ٦: ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>