وله تلامذة أجلاء من أهل "الهند"، كالشيخ المحدّث عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى "المدينة المنوّرة"، والسيّد نذير حسين ابن جواد علي الحسيني، والشيخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، والسيّد عالم علي المراد آبادي، والشيخ عبد القيوم عبد الحي الصديقي البرهانوي، والشيخ قطب الدين بن محي الدين الدهلوي، والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، والشيخ عبد الجليل الشهيد السكوئلي، المفتي عناية أحمد الكاكوروي، والشيخ أحمد الله بن دليل الله الأنامي، وخلق آخرون وأكثرهم نبغوا في الحديث، وأخذ عنهم ناس كثيرون، حتى لم يبق في "الهند" مسند الحديث غير هذا السند، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
قال الشيخ شمس الحق الديانوي في "تذكرة النبلاء": إن الشيخ عبد الله سراج المكّي كان يقول بعد موته عند غسله: والله إنه لو عاش، وقرأتُ عليه الحديث طول عمري ما نلتُ ما ناله، وكان شيخه الشيخ عمر بن عبد الكريم رحمه الله يشهد بكماله في علم الحديث ورجاله، وكان يقول: قد حلّتْ فيه بركة جدّه الشيخ عبد العزيز الدهلوي، وكان جدّه الشيخ عبد العزيز كثيرا ما يتلو هذه الآية الكريمة {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} وكان الشيخ نذير حسين يقول: إني ما صحبتُ عالما أفضل منه، وكثيرًا ما ينشد رحمه الله:
برائ رهبري قوم فساق … دوباره آمد إسماعيل وإسحاق. انتهى.
توفي بـ "مكّة المكرّمة" في الوباء العام - وكان صائمًا - يوم الاثنين لثلاث ليال بقين من رجب سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، فدفن بـ "المعلاة" عند قبر سيّدتنا خديجة رضي الله عنها.