وكانتْ وفاته بـ "مصر"، عن إحدى وتسعين سنة.
قال ابن حجر في "الدرر": ولد سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
وسمع من الزبيدي، وقرأ بالروايات على السخاوي، وسمع منه، ومن ابن الصلاح، وابن أبي جعفر، والعز النسابه، في آخرين.
وكان فاضلًا في مذهب الحنفية، تفقّه على الجمال محمود الحصيري.
وعمر حتى انفرد، وأفتى، ودرّس وقدم "القاهرة"، فأقام بها إلى أن مات.
وكان قد عرض عليه القضاء بـ "دمشق" فأبى.
ومات في خامس رجب، سنة أربع عشرة وسبعمائة.
وامتنع من الإقراء لكونه كان تاركًا، وكان بصيرًا بالعربية، رأسًا في المذهب.
وقال الذهبي: كان ديّنًا، مُقتصدًا في لباسه، متزهّدًا، بلغي أنه تغيّر بأخرة، وكان منقطعًا عن الناس، ومات ابنه قبله بيسير. انتهى.
وقال في "الجواهر": تفقّه عليه جماعة؛ منهم: شيخنا ولده العلامة تقي الدين يوسف، وشيخنا قاضي القضاة شمس الدين ابن الحريري، والإمام علاء الدين الفارسي، ويأتي كل منهم في بابه.
درّس وأفتى، وحدّث، وسمعتُ عليه "ثلاثيات البخاري" بسماعه من ابن الزبيدي.
ثم قال: وسمعته غير مرّة يقول: سمعتُ "البخاري" جميعه على ابن الزبيدي.
وكان الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد يعظّمه، ويُثني على علمه، وفضله، وديانته.
وروى عنه في "الجواهر" قوله:
كِبَرٌ وأَمراضٌ وَوَحْشَةُ غُرْبَةٍ … معَ سُوءِ حالٍ قد جُمِعْنَ لِعَاجِزِ