وقال سعيد بن أبي مريم: أول مَنْ أدخل مذهب أبي حنيفة "مصر" إسماعيل بن اليسع، وكانوا لا يعرفونه، وكان من خير قضاتنا، إلا أنه كان مذهبه إبطال الأحباس، فثقل ذاك على أهل "مصر"، وأبغضوه.
وقال يحيى بن بكير: كان فقيهًا مأمونًا، وكان يُصلّي بنا الجمع وعليه كساء مربّع من صوف، وقطن، وقلنسوة من خزّ.
وقال خلف بن ربيعة، عن أبيه، وعن غير واحد: كان إسماعيل رجلًا صالحًا، وكان في زمن ولايته القضاء أمير "مصر" إبراهيم بن صالح، وصاحب البريد سراج بن خالد، فأراداه على الحكم لهما بشيء، فلم يُطعهما، فاحتالا عليه، فاستدعاه غشامة بن عمرو، فأطعمه سمكًا، ثم أدخله الحمّام، فمرض، فكتبا إلى الخليفة: إن إسماعيل حصل له فالج، فكتب: يعود غوث بن سليمان إلى القضاء.
وعن أحمد بن سعيد بن أبي مريم، قال: سمعتُ عمّي يقول: قدم علينا إسماعيل بن اليسع الكوفي قاضيًا، بعد ابن لهيعة، وكان من خير قضاتنا، غير أنه كان يذهب إلى قول أبي حنيفة، ولم يكن أهل "مصر" يعرفون مذهب أبي حنيفة.
ونقل ابن حجر، في "رفع الإصر عن قضاة مصر" عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء رجل إلى الليث بن سعد، فقال: ما تقول في رجل قال لرجل يا مأبون، يا من يُنكح في دبره؟
فقال له الليث: إيت إلى القاضي فاسأله.
فقال: صرت إليه، فسألته، فقال لي: يقول له مثل ما قال له.
فقال الليث: سبحان الله، وهل يقال هذا؟ قال: فكتب الليث إلى الخليفة، فعزله.