سبع وعشرون سنة، فلازمه أربعة أعوام، ثم وجّهه الشيخ إلى "جونبور"(١)، فرحل إليها، ومكث بها مدّة، ثم دخل "كجهوجهه" وسكن بها.
وكان عالمًا كبيرًا، عارفًا مسفارًا، لم يتزوّد، ولم يزل يسافر، ويدرك المشايخ، ويأخذ عنهم، فأول ما سافر بعد ما ألقى عصا ترحاله في "كجهوجهه". إلى العرب والعراقين، وأدرك في ذلك السفر الكبار من المشايخ والعلماء، منهم: الشيخ عبد الرزّاق الكاشي، قرأ عليه "الفصوص"، و"الفتوحات"، و"الإصلاح الكبير"، ومنهم: الشيخ بهاء الدين محمد النقشبندي البخاري، أخذ عنه الطريقة النقشبندية، وكان رفيقه في ذلك السفر الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري، ثم سافر مرّة ثانية، ودار الربع المسكون مرافقًا للشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني.
ومن مصنّفاته الأشرفية:"مختصر في النحو"، وتعليقات على "هداية الفقه"، و"الفصول" - مختصر في أصول الفقه -، وشرح له على "عوارف المعارف"، وشرح على "فصوص الحكم"، كلاهما في التصوف، وله "قواعد العقائد" في الكلام، و"أشرف الأنساب" مختصر "بحر الأنساب" في الأنساب والسير، و"بحر الأذكار"، و"فوائد الأشرف"، و"أشرف الفوائد"، و"بشارة الذاكرين"، و"تنبيه الإخوان"، و"حجّة الذاكرين"، و"الفتاوى الأشرفية"، وتفسير القرآن المسمّى بـ "النور بخشية"، و"الأوراد الأشرفية"،
(١) "جون بور": مدينة عامرة على بضعة فراسخ من "بنارس"، وكانت قصبة بلاد الشرق في القديم، بناها فيروز شاه الدهلوي، وسماه باسم ابن عمّه محمد شاه تغلق "جه بور"، فتغيّر على أفواه الرجال بـ "جونبور"، فيها أبنية رفيعة، ومدارس، وجوامع من أبنية السلاطين الشرقية، يدرّس بها ملك العلماء شهاب الدين الدولة آبادي.