للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى العلوم العربية، فقرأ المختصرات على السيّد عبد الله الآروي، وشيخه مولانا حيدر علي المهاجر، ثم لازم القاضي بشير الدين العثماني القنّوجي، وقرأ عليه الأصول والكلام والمنطق والحكمة وغيرها، ثم سافر إلى "دهلي"، وأخذ الحديث عن الشيخ المحدّث نذير حسين الدهلوي، وقرأ عليه الصحاح والسنن قراءة تدبّر وإتقان، وتطبّب على الحكيم عبد المجيد بن محمود الدهلوي، ثم رجع إلى بلدته، وتزوّج بـ "لكنو"، وسكن بها، وصرف شطرا من عمره في تصحيح الكتب وتحشيتها وترجمتها في مطبعة نولكشور -بكسر النون وفتح الواو وكسر الكاف- وفي آخر عمره استقدمه ناظر المدرسة العالية إلى "كلكته"، ولاه التدريس، وبعد سنة أو سنتين استقدمه أعضاء الندوة إلى "لكنو"، وولوه نظّارة دار العلوم ورياسة التدريس بها، فدرّس، وأفاد نحو ثلاث سنين، وتوفي إلى رحمة الله سبحانه.

وكان مفرط الذكاء، جيّد القريحة، قوىّ الحفظ، سريع الإدراك، متين الديانة، شريف النفس، حسن المعاشرة، سافر إلى "الحجاز" فحجّ، وزار، وولي التدريس بـ "جدّة"، فدرّس بها زمانا طويلا، ورجع إلى "الهند"، وكان أعمل العلماء في زمانه وأعرفهم بالنصوص والقواعد، مع توسّعه في الرجال والحديث، مديم الاشتغال في كتبه، غير متصلّب في المذهب الحنفي، يتتبّع الدليل، ويترك التقليد إذا وجد في مسألة نصّا صريحا مخالفا للمذهب غير منسوخ. قال صاحب "النزهة": وهو من أشياخي، صحبتُه مدّة، وقرأتُ عليه "تفسير الجلالين" من أوله إلى آخره قراءة تدبّر وإتقان.

وله مصنّفات عديدة، منها: "مواهب الرحمن في تفسير القرآن" بالأردو في ثلاثين مجلّدا، ومنها: "عين الهداية" شرح هداية الفقه بالأردو، ومنها: ترجمة "الفتاوى العالمكيرية"، ومنها: "شرح صحيح البخاري" بالأردو

<<  <  ج: ص:  >  >>