للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلت له: فقد قتل الحسن بن علي بن أبي طالب، رضى الله عنه، ابن ملجم، ولعلي أولاد صغار.

فقال: أخطأ الحسن بن علي.

فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟ قال: وهجرته من يومئذ.

وعن قتيبة بن سعيد (١)، قال: دخل الشافعي على أمير المؤمنين، وعند بشر المريسيّ، فقال أمير المؤمنين للشافعي: ألا تدري من هذا؟ هذا بشرٌ المريسيّ.

فقال له الشافعي: أدخلك الله في أسفل سافلين، مع فرعون وهامان وقارون.

فقال المريسيّ: أدخلك الله أعلى علّيين، مع محمد وإبراهيم وموسى -صلّى الله عليهم، وسلّم-.

قال محمد بن إسحاق (٢): فذكرت هذا الحكاية لبعض أصحابنا، فقال لي: لا تدري أيّ شيءٍ أراد المريسيّ بقوله؟ كان منه طنزًا (٣)، لأنه يقول: ليس ثم جنة ولا نار.

وروى (٤) عن حميد الطوسيّ، أنه دخل على أمير المؤمنين، وعند بشر المريسيّ، فقال أمير المؤمنين لحميد: أتدري من هذا يا أبا غانم؟ قال: لا.

قال: هذا بشر المريسيّ.

فقال حميد: يا أمير المؤمنين، هذا سيّد الفقهاء، هذا قد رفع عذاب القبر، ومسألة منكر ونكير، والميزان، والصراط، أنظر هل يقدر أن يرفع الموت؟ ثم نظر إلى بشر، فقال، لو رفعت الموت كنت سيّد الفقهاء حقًّا.


(١) تاريخ بغداد ٧: ٦٠.
(٢) أي الثقفي، كما في تاريخ بغداد.
(٣) الطنز: السخرية.
(٤) أي الخطيب البغدادي: انظر: تاريخ بغداد ٧: ٦٠، ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>