ولد سنة ستّ وتسعين وتسعمائة بمدينة "سَلُون" بفتح السين المهملة - وسافر للعلم إلى "مانكبور"، وجدّ في البحث والاشتغال، حتى لقي الشيخ عبد الكريم بن سلطان المانكبوري ذات يوم عند ذهابه إلى المدرسة، فسأله الشيخ عما يقرأ، فقال:"هداية الفقه"، و "تفسير البيضاوي"، فقال له: هلمّ إليّ أعلّمك ما تشاء، فلم يلتفتْ إليه بير محمد لعدم وقوفه على مراتبه العلية، وأخذ مذهبه، فلمّا وصل إلى أستاذه، وقعد بين يديه لم يقدرْ على القراءة، ولا أستاذه على تعليمه، فتعجّب شيخه بن ذلك، وسأله عن ذلك، فذكر ما جرى بينه وبين الشيخ عبد الكريم، فذهب أستاذه إلى عبد الكريم ومعه تلميذه، واعتذر إليه، ولازمه بير محمد ستة أشهر، وقرأ عليه "الهداية"، و"البيضاوي"، وأخذ عنه الطريقة، ولما بلغ رتبة الإرشاد استخلفه الشيخ عبد الكريم، ورخّصه إلى بلدته، وكانتْ عامرة في ذلك الزمان بطائفة من الهنود، يقال لهم:"السناسيون"، (إذ قال لهم: ما تعبدون؟ قالوا: نعبد أصناما، فنظلّ لهما عكفين)، ثم اتّبعوه، وأسلموا لله ربّ العالمين، فصار مقصدا في الإرشاد والتلقين.
وأخذ عنه غير واحد من المشايخ، منهم: السيّد علاء الدين السنديلوي، والسيّد بدر الدين البريلوي، وغيرهما، ثم أقطعه عالمكير بن شاهجهان الكوركاني سلطان "الهند" قريتين، فتوارثتهما أعقابه إلى الآن، ولم تتعرّض لهما الدولة الإنجليزية.
توفي لثمان بقين من محرّم الحرام سنة تسع وتسعين وألف بمدينة "سلون"، فدفن بها - قال صاحب "نزهة الخواطر": أخبرني به الشيخ نعيم عطاء بن مهدي عطاء السلوني أحد سلائله.