وقال الشيخ أحمد النخلي المكّي في بعض رسائله: وهذا الشيخ تاج - رحمه الله ونفعنا به في الدنيا والآخرة - كان وليا لله عارفا به، أقام بـ "مكّة المشرّفة" على حلول ألف وأربعين من الهجرة مدّة مديدة، ومات بها. انتهى ما نقله الشيخ ولي الله الدهلوي عن شيخه أبي طاهر بن إبراهيم الكردي المديني.
وقد أخذ عنه غير من ذكر الشيخ عبد الباقي بن زين المزجاجي الزبيدي، والشيخ عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن عبد الرحمن الحضرمي العيدروس، والشيخ محمد علّان المكّي - بتشديد اللام - والشيخ إبراهيم بن حسن الحنفي الأحسائي، والشيخ أبو بكر بن سعيد بن أبي بكر الحضرمي، والشيخ عبيد الله بن محمد باقى الدهلوي، والسيّد محمود بن أشرف الحسيني الأمروهوي، وخلق آخرون.
ومن مصنّفاته: غير ما ذكر رسالة في أنواع الأطعمة كيفية طبخها، ورسالة في كيفية غرس الأشجار، وأخرى في أنواع الطبّ، ذكرها محمود بن أشرف الحسيني الأمروهوي في "تحفة السالكين".
ومن ألفاظه القدسية: ما قال في مفتتح رسالته في سلوك الطريقة النقشبندية: اعلم وفّقك الله أن معتقد السادة النقشبندية - قدّس الله أسرارهم - هو معتقد أهل السنّة والجماعة، وطريقهم دوام العبودية، التي لا تتصوّر بغير أداء العبادة، وهي عبارة عن دوام الحضور مع الحقّ سبحانه شعورا بالغير مع الذهول عن صفة الحضور بوجود الحقّ سبحانه، ولا يحصل هذه السعادة العظيمة بغير تصرّف الجذبة الإلهية، ولا سبب في طريقة الجذبة أقوى من صحبة الشيخ، الذي سلوكه بطريق الجذبة، قال الشيخ أبو علي الدقّاق - قدّس سرّه -: الشجرة التي تنبت بنفسها لا ثمر لها، وإن كان لها ثمر يكون بغير لذّة، وسنّة الله تعالى جارية على أنه لا بدّ من السبب، فكما أن التوالد والتناسل الصوري لا يحصل بغير الوالد والوالدة كذلك التوالد المعنوي