فناء القلب، ثم لازم الشيخ جانجانان العلوي الدهلوي، وبلغ إلى آخر مقامات الطريقة المجدّدية، وكان الشيخ المذكور يحبّه حبّا مفرطا، ولقّبه بعَلَم الهدى، ويقول: إن مهابته تغشى قلبي لصلاحه وتقواه وديانته، وإنه مروّج للشريعة، منوّر للطريقة، متّصف بالصفات الملكوتية، تعظّمه الملائكة، ويقول: إذا سألني الله عن هدية أقدّمها إلى جنابه قدّمت ثناء الله. انتهى.
ولقّبه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي بـ"بيهقي الوقت" نظرا إلى تبحّره في الفقه والحديث.
قال الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في "المقامات": إنه كان متفرّدا في أقرانه في التقوى والديانة، وكان شديد التعبّد، يصلّي كلّ يوم مائة ركعة، ويقرأ من القرآن الكريم حزبا من أحزابه السبعة، مع اشتغاله بالذكر، والمراقبة، وتدريس الطلبة، وتصنيف الكتب، وفصل القضايا.
وقال الشيخ المذكور في موضع آخر من ذلك الكتاب: إنه كان مع صفاء الذهن وجودة القريحة وقوّة الفكر وسلامة الذهن بلغ إلى رتبة الاجتهاد في الفقه والأصول.
له كتاب مبسوط في الفقه، التزم فيه بيان المسألة مع مأخذها ودلائلها، و"مختارات الأئمة الأربعة" في تلك المسألة، وله رسالة مفردة في أقوى المذاهب المسمّى بـ "الأخذ بالأقوى"، وله تفسير القرآن في سبع مجلّدات كبار. انتهى.
وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني": إنه كان فقيها، أصوليا، زاهدا، مجتهدا. له اختيارات في المذهب، ومصنّفات عظيمة في الفقه، والتفسير، والزهد. وكان شيخه يفتخر به. انتهى.
ومن مصنّفاته المشهورة:"التفسير المظهري" في سبع مجلّدات، وكتاب مبسوط في مجلّد بن في الحديث، و "ما لا بدّ منه" في الفقه الحنفي، و"السيف