للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا جعفرٌ بالجِسرِ تَمحُو … محاسن وجهِهِ ريحٌ قَتَامُ

أقول له وقُمْتُ لَديْه نَصًا … إلى أن كاد يَفضحُنِي القِيامُ (١)

أما والله لولا خوفُ واشِ … وعينٍ للخليفةِ لا تَنامُ

لَطُفنَا حَولَ جِذعك واستَلَمنا … كما لِلْناس بالحَجِر استلامُ

قال: فأطرق هارون مليًا، ثم قال: رجل أولي جميلًا، فقال فيه جميلًا، يا غلام، نادِ بأمان أبي قابوس، وأن لا يُتعرض (٢). له قال لحاجة إياك أن تحجبه عني، صر متى شئت إلينا في مهمك.

وروى ابن عساكر (٣) بسنده، من طريق الدارقطني، أنه لما أصيب جعفر، وجدوا له في جرة ألف دينار، زنة كلّ دينار مائة دينار، مكتوب على صفحة الدينار الواحد جعفر، ومكتوب على الصفحة الأخرى هذان البيتان:

وأصغر ضرب دار الملوك … يَلُوحُ على وجهه جعفرُ

يَزيدُ علَى مائةٍ واحدًا … متى يُعطَه مُعسِرٌ يُوسِرُ

وروى الخطيب (٤) أن جعفرًا أمر أن تُضرب له دنانير في كل دينار ثلاثمائة مثقال ويضرب عليها صورة وجهه، فضربت فبلع أبا العتاهية، فأخذ طبقًا فوضع عليه بعض الألطاف، فوجه به إلي جعفر، وكتب إليه رُقعة، في آخرها (٥).

وأَصفَر من ضَربِ دار الملوك … يُلوحُ على وجهه جعفرُ

ثلاث مئِينَ يُرى وَزْنُه … متى يَلْقَه مُعْسِرٌ يُؤسِرُ (٦)


(١) النص: الرفع والظهور.
(٢) في تاريخ بغداد: "يعرض".
(٣) نقله ابن كثير في البداية والنهاية ١٠: ١٩٦،
(٤) تاريخ بغداد: ٧: ١٥٦.
(٥) لم أجد البيتين في ديوانه المطبوع.
(٦) في تاريخ بغداد: "ثلاث منين وزنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>