قال حجر بن عبد الجبّار في حقّه: ما رأيت فقيهًا بـ "الكوفة" أفضل من حبّان بن علي.
وقال محمد بن شُجاع: كان أبو حنيفة لا يفزع إليه في أمر الدين والدنيا، إلا وجد عنده في ذلك أثرًا حسنا.
وضعّفه بعض المحدّثين، وترك حديثه.
وقال الذهبي في "الميزان"، بعد أن ذكره، ودكر من أثنى عليه، ومن ضعّفه: قلت: لا يترك.
وكان المهدي قد أحبّ أن يراه، ويرى أخاه مندلا، فكتب إلى "الكوفة" بإشخاصهما إليه، فلمّا دخلا عليه سلّما، فقال: أيّكما مندل؟ فقال مندل، وكان أصغر سنًا: هذا حبّان يا أمير المؤمنين!.
وكانت وفاة حبّان سنة إحدى وسبعين ومائة، وقيل: اثنتين وسبعين. وسئل محمد بن فضل عن مولده، فقال: ولدت أنا وحبّان بن علي سنة إحدى عشرة.
قيل له: فمندل؟ قال: أكبر منا بدهر.
والصحيح كما رواه الخطيب في ترجمة مندل، وكما نقلناه آنفًا، أن حبّان كان أكبر منه، وسيأتي الكلام على تاريخ مولده ووفاته في حرف الميم، إن شاء الله تعالى.
وكان حبّان فصيحًا بليغًا، ومن شعره يرثي أخاه قوله:
عَجَبًا يا عَمْرُو مِن غَفْلتِنَا … والمنايَا مُقْبِلاتٌ عَنَقَا