وحكيم الإسلام القارئ محمد طيب، وشيخ القراء القارئ محمد حفظ الرحمن، رحمهم اللَّه تعالى.
وبعد تكميل دراسة العلوم والفنون بايع في الطريقة على يد العلامة ظفر أحمد العثماني التهانوى صاحب "إعلاء السنن"، وبعد وفاته بايع على يد العلامة الشاه عبد الوهّاب، المدير الأعلى للجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، رحمهما اللَّه تعالى.
ثم بعد ذلك اشتغل بتدريس العلوم والفنون في المدارس المختلفة المشهورة، منها:"الجامعة الإسلامية فتيه"، و"الجامعة الأهلية دار العلوم هاتهزاري". وكان في آخر عمره أستاذ الحديث والتفسير والفنون، بـ "دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري".
كان غاية في الذكاء، وسرعة الإدراك، رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف، بحرا زاخرا في العلوم الحكمية، يدرّس كتب الصحاح، ويخدم الحديث الشريف تدريسا وتحقيقا، وكتابة وتعليقا، وتربية وتخريجا، عاكفا على الدرس والإفادة، والبحث والمطالعة، منقطعا إلى ذلك بقلبه وقالبه، لا يعرف اللذّة في غيره، ولا يتصل بالدنيا وأسبابها، قانعا باليسير! زاهدا في الكثير، مؤثرا للطلبة على نفسه وعياله، ولإجهاد النفس، وتحمّل التعب في الدرس والمطالعة على راحته، لا يدّخر مالا، ولا يطمع في مفقود، ولا يطمح إلى جاه أو منصب، همّه ولذته من العيش أن يعثر على كتاب جديد، أو بحث مفيد، أو أن يجد حجّة لمذهبه الذي ينصره.