ثم ذهب إلى حكيم الأمة أشرف علي التهانوي قدّس اللَّه سرّه للاستفادة منه، فوجّهه الشيخ التهانوي إلى تعلّم التجويد، وقراءة كتب الحديث مرّة ثانية.
وتعلّم التجويد عن بعض أهله، وأخذ الحديث في جامعة ديوبند الإسلامية ثانيا، وتخرّج على العلامة المحدّث الجليل الإمام محمد أنور شاه الكشميري، رحمه اللَّه تعالى.
بعد أن تضلّع من العلوم النافعة شرع في التدريس والإفادة، فنظرا إلى علمه وصلاحه عيّن مدرّسا بالمدرسة النعمانية بـ "أمرتسر"، فما زال يدرّس بها أربعين عاما، وكان يترجم القرآن الكريم، ويفسّره في بعض مساجد "أمرتسر" بعد صلاة الفجر، وكان يحضره الخواصّ والعوامّ بالإضافة إلى قيامه كتابة الفتاوى. ومدّة تدريس لترجمة القرآن وتفسيره أربعون سنة ثلاثين سنة في "الهند"، وعشر سنوات في "باكستان".
ولما انقسم "الهند" هاجر إلى "باكستان"، وأسّس الجامعة في حارة نيلا كنبد (لاهور)، ثم لما تضايق المكان اشترى أرضا كبيرة، فجمع لوضع الحجر الأساسي كبار العلماء والأتقياء، منهم: المفتي محمد شفيع الديوبندي المفتي الأكبر لديار "الهند" و"باكستان"، والشيخ الكبير القارئ محمد طيب، وإدريس الكاندهلوي، والعارف باللَّه الشيخ مسيح اللَّه خان، رحمهم اللَّه تعالى.
في آخر أيامه فرجت قرحة في رجله ذات سمّ، فاضطرّ الأطبّاء لقطع الرجل، فلمّا اجتمعوا لإجراء العملية، وأرادوا أن يعطوه دواء للإغماء عليه، ليتمكّن لهم قطعها، وهو لا يشعر، رفض الشيخ ذلك الدواء، وقال: إني لا أحبّ الغفلة عن ذكر اللَّه، ولا لمحة واحدة، فجعل يذكر اللَّه تعالى، والأطباء قطعوا رجله، ولم يشعر الشيخ بقطعها.