للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حسن بن حامد التبريزي المولى حسام الدين المشهور بأم ولد ولقب بذلك لأنه تزوّج أمّ ولد المولى فخر الدين العجمي *.

كان رجلًا فاضلًا، صالحًا تقيًا، مشتغلًا بنفسه، منقطعًا عن الخلق، معملًا سائر أوقاته في العلم والعمل.

وكان سليم الطبع، ساذجًا، تغلب عليه الغفلة، وكان للسلطان محمد فيه اعتقاد كثير بسبب ذلك.

ومما يحكى عنه من الغفلة، بل التغفّل الزائد، واللَّه أعلم بصحته، أن السلطان محمدًا أعطاه تدريس إحدى المدارس الثمان، فكان إذا توجّه إلى المدرسة لا يتوجّه إلا ومعه من يدلّه على المدرسة، لاشتباه المدارس عليه، وعدم تمييز بعضها عن بعض، فاتفق أنه جاء مرّة إلى المدرسة، وليس معه أحد يدلّه، فدخل إلى مدرسة غير مدرسته، ووجد طلبة مدرسها جالسين، ومكان المدرس ليس فيه أحد، لأنه كان قد قام لقضاء حاجته، فهمّ بالجلوس مكانه، فلمّا نظر إلى الطلبة وتأمّلهم عرف أن المدرسة ليست بمدرسته، ورجع، وضحك من هناك من تغفله.

ومما يحكى عنه من الفطنة في أجوبة المسائل العلمية، أن السلطان محمدًا خرج مرّة إلى بعض الغزوات، وخرج معه العلماء والفضلاء والمدرّسون يشيعونه، ومن جملتهم صاحب الترجمة، والطبول تضرب خلفه، فسأل بعض من هناك من الأفاضل عن معنى قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ


* راجع: الطبقات السنية ٣: ١٢٥، ١٢٦.
وترجمته في الشقائق النعمانية ١: ٢٩٦ - ٢٩٩، والفوائد البهية ٦٥، ٦٦، واسمه في الأخيرة: "الحسين بن حامد التبريزي".

<<  <  ج: ص:  >  >>