للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول الناسُ ما أوْجَفْتَ خَيْلًا … على مُتَهضِّمِيك ولا رِكَابَا

بِشِعْرِكَ أمْ بِشَعْرِكَ لاح شَيْبٌ … فقلتُ كِلاهما ضَعُفَا وشَابَا

وذاك لأنَّ رِيح الظُّلْمِ هَبَّتْ … عليه فصار أمْدَحُهُ عِتَابَا

فيا لَيْتَ الذي أعطى وُعُودًا … حَثَا في وَجْهِ مادحهِ التُّرابَا

فقد يَجِدُ الوَرَى في التُّرْبِ تِبْرًا … ويُثْرِبُ طالبُ النُّجْحِ الْكِتَابَا

وقد مَخَضَتْ وطَابَ الشِّعْر قَبْلِي … يَدٌ أخْلَتْ مِن الزُّبْدِ الوطَابَا

ولكنِّي تَتَبَّعْتُ الخَفَايَا … بِفِكْرٍ ذَلَّلَ النُّكَتَ الصِّعابَا

ولِلَّنيْرُوزِ في الزَّوْرَاءِ سُوقٌ … ومَن بالجِدِّ أم بالهَزْلِ حَبابَا

هي الدَّارُ التي يَلْقاكَ فيها … حَبِيبُكَ يومَ نَائِبَةٍ حَبابَا

وما الْعَرَبيُّ بالأعرابِ نَاجٍ … إذا عَدِمَ القَلائِصَ والعِرَابَا

ولولا أنَّ ذا الشَّرَفَيْنِ بَحْرٌ … لِعِفْتُ مع الصَّدَى النُّطَفَ العِذَابَا

غَدَا لِقلائِدِ الأوصْافِ جِيدًا … وقَلَّدَ جُودُه الْمِنَنَ الرِّقابَا

كأني كلَّما انْتظَمتْ مَعانِي … أمِينِ الدَّوْلةِ اسْتَفْتَحْتُ بابَا

كأنَّ الفَضْلَ سِيقَ إليه ذوْدًا … ليأخُذَ حَقَّهُ ويَرُدَّ نَابَا

فليس بسامِعٍ إلَّا صَوابًا … وليس بقائلٍ إلَّا صَوابَا

متى نَاظَرْتَه أرعْاكَ سَمْعًا … وكان البَحْرَ ينْتَجِعُ السَّحَابَا

وعَزَّكَ أن تُجِيب له مَقَالًا … فأسْلَفَ قبلَ تَسْألهُ الجَوَابَا (١)

يَعُدُّ مَطالِبَ الدُّنْيَا حُقُوقًا … وحُرْمَةَ قَصْدِهِ نَسَبًا قُرَابَا

فلو عَزَّ الثَّراءُ به أرَانَا … وجَدِّكَ مِن مَكارِمهِ عُجَابَا

إمامُ أئمَّةِ العُلَماءِ طُرا … وقُدْوَةُ كلِّ مَن فَهِمَ الخِطابَا

أقِم نورَ الهُدَى أوَدِي برَأيٍ … فسَهْمُك في كِنَانَتِهِ أصَابَا

ولا تُغْفِلْ من النَّفَحاتِ حَظِّي … فَرَسْمُ نَدَاكَ كالوسْميِّ صَابَا


(١) عزَّك: غلبك.

<<  <  ج: ص:  >  >>