للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو حنيفة النعمان (١) بن ثابت بن زوطَى، بضم الزاي وفتح الطاء، وهو المشهور، وقال ابن الشحنة، نقلًا عن شيخه مجد الدين الفيروز آبادي، في "طبقات الحنفية": إنه بفتح الزاي والطاء المهملة، مثل سَكْرَى (٢). وكان زوطَى مملوكًا لبني تيم الله بن ثعلبة.

واختلف في أصله، فقيل: من "كابل"، وقيل: من "بابل"، وقيل: من "نَسَا"، وقيل: من "ترمذ"، وقيل: من "الأنبار"، وقيل: غير ذلك. قال السراج الهندي: ووجه التلفيق بين هذه الروايات أن يكون جدّه من "كابل"، ثم انتقل منها إلى "نَسَا"، ثم إلى "ترمذ"، أو ولد أبوه بـ "ترمذ"، ونشأ بـ "الأنبار"، إلخ.

قال ابن الشحنة: وهذا التلفيق أصله لخطيب خوارزم، ونظر ذلك بعض مشايخه، فقال: كأبي المعالي الفضل بن سهل الإسفَرَايني، فإن أباه من


(١) اتفقوا على أنه النعمان، وفيه سر لطيف، إذ أصل النعمان الدم، الذي به قوام البدن، ومن ثمه ذهب بعضهم إلى أنه الروح، فأبو حنيفة رحمه الله به قوام الفقه، ومنه نشأ مداركه وعويصاته، أو نبت أحمر طيب الريح الشقيق، أو الأرجوان بضم الهمزة، فأبو حنيفة رحمه الله طابت خلاله، وبلغ الغاية كماله، أو فعلان من النعمة، فأبو حنيفة نعمة الله على خلقه، وتحذف ألْ عند التنكير والنداء والإضافة، وحذفها لغير ذلك نادر، وقال ابن مالك: حذفها وإثباته سيان، واعترض.
وعلى أن كنيته أبو حنيفة مؤنث حنيف، وهو الناسك أو المسلم، لأن الحنف الميل، والمسلم مائل إلى الدين الحق. وقيل: سبب تكنيته بذلك ملازمته للدواة المسماة حنيفة بلغة العراق. وقيل: كانت له بنت تسمى بذلك، وردَّ بأنه لا يعلم له ولد ذكر، ولا أنثى غير حمَّاد. انظر الخيرات الحسان ص ٤٤.
(٢) انظر ذيل الجواهر المضية ٢: ٤٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>