للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكى عنه ولده (١)، أنه مرض خمسة عشر يومًا فدفع إليه مائة درهم، وقال: امض بها إلى العامل، وقل له: هذه رزق خمسة عشر يومًا لم أحكم فيها بين المسلمين، لا حظَّ لي فيها.

وحدّث يحيى بن الليث، قال (٢): باع رجل من أهل "خراسان" جِمالًا بثلاثين ألف فى درهم، من مرزبان المجوسيّ، وكيل أمّ جعفر، فمطله بثمنها وحبسه، فطال على الرجل ذلك، فأتى بعضَ أصحاب حفص بن غياث، فشاورَه، فقال: اذهب إليه، فقل له: أعطني ألف فى درهم، وأحيلُ عليك بالمال الباقي، واخرج إلى "خراسان"، فإذا فعل هذا فالقَني، حتى أشير عليك. ففعل الرجل، وأتى مرزبان، فأعطاه ألف درهم، فرجع إلى الرجل، فأخبره، فقال: عُدْ إليه فقل: إذا ركبت غدًا فاجعل طريقَك على القاضي، حتى أوكّل (٣) عنده رجلًا بقبض المال، وأخرجُ. فإذا جلس إلى القاضي فادّعِ عليه بما بقي لك من المال، فإذا أقرّ حبسه حفص، وأخذت مالك.

فرجع إلى مرزبان (٤)، فسأله في ذلك، فأجابه، فلمّا حضر مرزبان إلى مجلس حفص، قال الرجل: أصلح اللَّه القاضي، لي على هذا الرجل تسعة وعشرون ألف درهم.

فقال حفص: ما تقول يا مجوسي؟ قال: صدق، أصلح اللَّهُ القاضي.

قال: ما تقول يا رجل؟ فقد أقرّ لك. فقال: يعطيني مالي، أصلح اللَّه القاضي.


(١) تاريخ بغداد ٨: ١٩٠، ١٩١.
(٢) القصّة في تاريخ بغداد ٨: ١٩١ - ١٩٣.
(٣) في تاريخ بغداد: "حتى تحضر وأكل".
(٤) سلك المصنف طريق الاختصار في هذا الموضع من القصّة. انظر تاريخ بغداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>