للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الخطيب (١): لا أعلم لصاحب هذا القول مُتابعًا، ثم روي بسنده عن أبي نعيم، أن أبا حنيفة ولد سنة ثمانين، وكان له يوم مات سبعون سنة، ومات في سنة خمسين ومائة، وهو النعمان بن ثابت.

وروى عنه بسند آخر، أنه قال: ولد أبو حنيفة سنة ثمانين بلا مائة، ومات سنة خمسين ومائة، عاش سبعين سنة.

واختلف في الشهر الذي مات فيه، فقال بعضهم: في شعبان، وقال بعضهم: في رجب، وعن أبي يوسف: أنه مات في النصف من شوَّال.

وكانت وفاته بمدينة "بغداد"، ودفن بالجانب الشرقي منها في "مقبرة الخيزران"، وقبره هُناك ظاهر معروف مقصود بالزيارة.

وقال ابن خلكان (٢): وبنى شرف الملك أبو سعد محمد بن منصور الخوارزمي، مُستوفي مملكة السلطان ملك شاه السلجوقي على قبره مشهدًا وقبَّة، وبنى عنده مدرسة كبيرة للحنفية، ولما فرغ من عمارة ذلك، ركب إليها في جماعة من الأعيان ليشاهدوها، فبينما هُم هناك إذ دخل عليهم الشريف أبو جعفر مَسْعود المعروف بالبياضي (٣)، وأنشد (٤):

ألم تَرَ أنَّ العلمَ كان مُبَدَّدًا … فَجَمَّعَهُ هذا المغيَّبُ في اللَّحدِ

كذلك كانتْ هذه الأرضُ مَيتةً … فأَنْشرَها فِعْلُ العَمِيد أبي سَعْدِ (٥)

فأجازه أبو سعد بجائزة سنية.

وكان بناء المشهد والقبَّة، في سنة تسع وخمسين وأربعمائة.


(١) تاريخ بغداد: ١٣: ٣٣٠.
(٢) وفيات الأعيان ٥: ٤١٤، ٤١٥.
(٣) في بعض النسخ "بالبياضي".
(٤) البيتان في مناقب الإمام الأعظم ٢: ١٩٤، ومناقب الكردري ٢: ٣٣.
(٥) وفي مناقب الإمام الأعظم ومناقب الكردري "جود العميد".

<<  <  ج: ص:  >  >>