وبعض "السيرة" لابن هشام، وعلى القلانسي نسخة إسماعيل بن جعفر بسماعه من ابن الطاهري، وابن أبي الذكر بسماعه من ابن المقير، وأجازه الآخر من القطيعي، وعلي ابن جهبل المحمدين من معجم ابن جميع أنابه ابن القواس، ومن شيوخه: أيضًا المحبّ الخلاطي، وأحمد بن محمد العسقلاني، ولكن قيل: إنه لما رحل لـ "دمشق" كتب السماع، وأنه سمع قبل الوصول، واعتذر عن ذلك بالإسراع، ولذا كان الحافظ الهيثمي يقع فيه، وينهى عن الأخذ عنه.
قال شيخنا: والظاهر أنه انصلح بأخرة، وأجاز له الذهبي، والعزّ بن جماعة. قال شيخنا: ولازم السماع، حتى سمع معنا على شيوخنا، وقد خرّج لبعض المشايخ، يعني عبد الكريم حفيد القطب الحلبي، وسمعت منه من شعر القيراطي، وكان شديد المحبة للحديث وأهله، ولمحبته فيه كتب كثيرا من تصانيفي، كـ "تعليق التعليق"، و"تهذيب التهذيب"، و"لسان الميزان"، وغير ذلك، ورأس في الناس مدّة لستوته، وكانت بيده وظائف جمة، فلا زال ينزل عنها شيئا فشيئا، إلى أن افتقر، وقلت ذات يده، فكان لعزّة نفسه يتكسّب بالنسخ، بحيث كتب الكثير جدا، ولا يتردّد إلى القضاة، وقد أحسن إليه الجلال البلقيني على يد شيخنا.
قال: فما أظنّه وصل لبابه، وخطّه سريع جدّا، لكنه غير طائل لكثرة سقمه وعدم نقطه وشكله، ولا زال يتقهقر إلى أن انحطّ مقداره لما كان يتعاطاه، وساء حاله، وقبحت سيرته، حتى مات مقلا ذليلا، بعد أن أضرّ بأخرة في طاعون سنة تسع عشرة بـ "القاهرة"، وحدّث، أنجذ عنه الأئمة كضيخنا، وأورده في "معجمه" دون "إنبائه"، وروى لنا عنه جماعة، كالزين رضوان الموفّق الأبي، وحدّثني بشيء من نظم ابن نباتة بواسطته. وذكره المقريزي في "عقوده".