وأخذ الحديث بها عن الشيخ أبي الحسن الشافعي البكري، والشيخ أحمد بن حجر الهيتمي المكّي، والشيخ نور الدين علي بن العراق الخطيب بـ "المدينة" المنوّرة، والشيخ نجم الدين محمد بن أحمد الغيطي المصري، والشيخ محمد سالم الطبلاوي المصري، والشيخ محمد العلقمي الشافعي المصري، والشيخ عبد القادر المصري، وغيرهم من كبار المشايخ.
وأخذ عنه الشيخ محمد بن أحمد العجل أبو الوفاء اليمني والشيخ عبد الرحمن بن عيسى العمري المرشدي مفتي الحرم الشريف بـ "مكّة المباركة"، والشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، وخلق آخرون.
قال عبد القادر الحضرمي في "النور السافر" في ذكر أخيه رحمه اللَّه: كان له أخ اسمه حميد، وكان من أهل العلم والصلاح، حسن الأخلاق، كثير التواضع، وافر الفضل، ظاهر العقل، جليل القدر، وحصل له في آخر الأمر جاه عظيم، جاور بـ "مكّة المشرّفة" تسع سنين.
ومات بها سنة تسع بعد ألف، وقبره عند أخيه صاحب الترجمة، وعمره تسعون سنة.
وقال محمد بن فضل اللَّه المحبيّ في "خلاصة الأثر": إنه كان صاحب معارف وفنون، أصله من أرض "السند"(١) الإقليم الشهير، ونشأ فيه على فضل عظيم، ورحل إلى الحرمين، وصحب كثيرا من العلماء الأفاضل.
(١) "السند" بكسر السين المهملة، وسكون النون، آخرها دال مهملة: بلاد بين "الهند"، و"كرمان" و"سجستان"، وهو أول بلاد، وطئها المسلمون، وملكوها، والعرب كانوا يسمّونه إقليم الذهب، وهو إقليم حار، وفيه مواضع معتدلة الهواء، والبحر يمتدّ مع أكثره، وبه أنهار عديدة، وفيه نخيل ونارجيل، =