ولّاهِ عالمكير بن شاهجهان الدهلوي، سلطان "الهند" على تدوين "الفتاوى الهندية"(١)، كما في "تحفة الكرام".
(١) أما الفتاى العالمغيرية ويسمّونها "الفتاوى الهندية" فهي أجلّها وأنفعها في كثرة المسائل وسهولة العبارة، وحلّ العقد، وهي التي اشتهرت في بلاد العرب و"الشام" و"مصر القاهرة" بـ "الفتاوى الهندية"، وهي في ستّ مجلّدات كبار، أولها: الحمد للَّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين إلخ. رتّبوها على ترتيب "الهداية"، واقتصروا فيها على ظاهر الرواية، ولم يلتفتوا إلى النادر، إلا إذا لم يجدوا جواب المسئلة في ظاهر الرواية، أو وجدوا جواب النوادر موسوما بعلامة الفتوى، ونقلوا كلّ عبارة معزوة إلى كتابها، ولم يغيروا إلا لداعي ضرورة، قال العلانة أبو الحسن علي الندوي: وإني لم أزل شديد البحث والتطلّب لذكر مصنّفيها، حتى عرفت أن السلطان أورنكزيب عالمغير التيموري أنار اللَّه برهانه، ولى الشيخ نظام الدين البرهانبوري في أوائل سلطنته تدوينها باستخدام الفقهاء الحنفية، وبذل على تدوينها مائتي ألف ربية، فولى أربعة رجال من أهل العلم والصلاح تحت أمر الشيخ نظام الدين المذكور، وقسم أرباعا على أربعتهم، الأول القاضي محمد حسين الجونبوري المحتسب، والثاني الشيخ علي أكبر الحسيني أسعد اللَّه خاني، والثالث الشيخ حامد بن أبي الحامد الجونبوري، والرابع المفتي محمد أكرم الحنفي اللاهوري، كما في "مرآة العالم". وأما غيرهم من المصنّفين فما وقفت على أسمائهم غير شرذمة قليلة، منهم: الشيخ نظام الدين البرهانبوري، والقاضي محمد حسين الجونبوري، والشيخ علي أكبر الحسيني، والشيخ حامد ابن أبي الحامد الجونبوري، والمفتي محمد أكرم اللاهوري، والشيخ رضي الدين البهاكلبوري، والشيخ عبد الرحيم بن وجيه الدين الدهلوي، والمفتي وجيه الدين الكوباموي، والشيخ أحمد بن المنصور الكوباموي، والخطيب أبو البركات بن حسام الدين الدهلوي، والشيخ محمد جميل بن عبد الجليل الجونبوري، ومولانا أبو الخير التتوي السندي، ومولانا نظام الدين بن نور محمد التتوي السندي، والشيخ محمد سعيد بن قطب الدين السهالوي، والمفتي عبد =