١٠ - معرفة أسلوب التصنيف والتأليف والدعوة والإرشاد والخبرة بها، وهي لا تسهل ولا تؤثّر إلا بهديهم.
١١ - التمييز بين العالِمَين، لاسِيَّما إذا اتحدت الأعلام والألقاب، والأعصار والأنساب، فمن لم يعرف ذلك وقع في الخلط بين المعروف والمجهول، والمردود والمقبول، ولا يمكنه أن يفرق بين الغثّ والثمين، ولا الشمال عن اليمين، وما إلى ذلك، عصمنا الله تعالى عنه.
لكن في بلادنا "بنغلاديش" لم يصنّف في هذا الفن العظيم الثمين كتاب حتى الآن على نمطهم، نمط المصنفين القدماء في بلاد شتى، وإن وصل الإسلام إلى بلادنا قبل ألف سنة، فكم من رجال من هذه القارة الذين صنَّفوا، ونقَّحوا، وبلَّغوا، وهذبوا، وجهدوا، ودعوا الناسَ إلى الحق سبحانه، ولهم نصيب وافر من خدمات الدين المتين، وهم مدفونون تحت التراب، ولم يذكروا في ورقة الكتاب؛ بل أسماءهم مفقودة، وتحت حجب الاختفاء مقهورة.
فمسَّت الحاجةُ إلى هذا العمل القيّم في بلادنا حاجة شديدة منذ زمان، فوفّق الله سبحانه أخانا العلامة النابغة، والفهَّامة الخافقة، والفقيه النبيل، المحدّث الجليل بن المحدّث النجيب (١)، والأديب الأريب، والحبر السامي، والبحر الطافي، فريد عصره، وحيد دهره، المكثر البارع، والثقة اللامع، الداعية الكبير، المحقّق البصير، النسَّاك الحذَّاق، مولانا المفتي محمد
١ - هو الشيخ المحدث محب الرحمن - رحمه الله سبحانه -، تلميذ الشيخ المحدث الكبير النساك حسين أحمد المدني - قدس سره -، قد قضى طول عمره في خدمة السنة النبوية، ودرس صحيح البخاري إلى آخر عمره، وأنه ولد من أسرة كريمة نجيبة دينية، قد ورث العلم والدين أبًا عن جدٍ، جيلا بعد جيل.