ونشأ بها، واشتغل بالعلم أياما في بلدته، ثم سافر إلى "دهلي"، وقرأ العلوم المتعارفة على الشيخ عبد الرحمن الأعمى، وشيخه محمد حياة، ولازمهما مدّة طويلة حتى أتقنها، ودرّس، وأفتى.
وله ذكاء مفرط، لم يكن في زمانه مثله، وله المقالات التي طال بينه بين أهل عصره من علماء النصارى البحث فيها، واضطرّ بسببه للخروج من "الهند"، فسارَ إلى "الحجاز"، وأقام بـ "مكّة" المباركة.
وقصّة مناظرته بأحبار النصارى أن الدولة الإنكليزية لما تسلّطت على أرض "الهند" تسلّطا قويا لم يظهروا دعوة الناس إلى ديانتهم، بوسيلة علمائهم إلى ثلاث وأربعين سنة، وبعدها أخذوا في الدعوة، وكانوا يتدرّجون فيها، حتى ألّفوا الرسالة والكتب في الردّ على أهل الإسلام، وقسموها في الأمصار.
وشرعوا في الوعظ في الأسواق ومجامع الناس، والمسلمون كانوا متنفرّين عن استماع وعظهم ومطالعة رسائلهم إلى مدّة، فلم يلتفت أحد من علماء "الهند" إلى الردّ على تلك الرسائل، لكن تطرّق الوهن بعد مدّة في العوام، وخاف العلماء زلّتهم، فتوجّهوا إلى النظر في مصنّفاتهم، وقاموا ببيان الحق، فصنّف السيّد آل حسن الرضوي الموهاني كتبا ورسائل، وطلب رحمة اللَّه صاحب الترجمة من فندر القسّيس صاحب "ميزان الحق"، الذي كان أعلم القسوس كعبا في معرفة العلوم الإسلامية، أن يناظره بمحضر الناس ليتّضح الحق، فاجاب ذلك في المسائل الخمسة، التي هي أمّهات المسائل بين الفريقين، أعني التحريف والنسخ والتثليث، وحقيقة القرآن، ونبوّة سيّدنا محمد صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فانعقد المجلس العام بـ "أكبر آباد" في شهر رجب سنة سبعين ومائتين وألف، وكان الدكتور محمد وزير خان معينا لصاحب الترجمة في هذا المجلس لمعرفته باللغة الإنكليزية، وكان بعض القسّيسين معينا لصاحب "ميزان الحق"، فظهرت الغلبة لرحمة اللَّه في