وقد ذكر ابن عبد البر في "الانتقاء" أن أبا جعفر الطحاوي لما سمع البيتين لأحمد بن المعذل قال: وددت أن لي حسناتهما وأجورهما، وعلى إثمهما.
ومن الناس من لم يكتف بذلك التهجّم في البيتين، حتى غير المصراع الثالث، وقال: الوارثين على القياس تمردا.
وقد عارض كثير من أصحابنا البيتين، وأقرب ما قيل في المعارضة إلى الأدب قول الحافظ القاسم بن قطلوبغا:
كذب الذي نسب المآثم للذي … قاس المسائل بالكتاب وبالأثر.
إن الكتاب وسنة المختار قد … دلا عليه فدع مقالة من قشر.
وأدلة القياس من الكتاب والسنة مبسوطة في كتب الأصول المبسوطة، وفي كثير من سائر الكتب كما سبق. -سامحهم الله وإيانا بمنّه وكرمه، ووقانا شرّ التعصّب والتحزّب، ووفّقنا لإنزال الناس منازلهم بأعدل الموازين-. وتغاير العلماء وتحاسدهم، مما أدّى إلى ردّ أقوال بعضهم في بعض عند أهل النقد، ولا سيّما عند اختلاف المذاهب، كما هو معروف، فنسأل الله الصون من متابعة الهوى.
وذكر العقيلي عن عبد الرحمن بن محمد عن رستة عن ابن مهدي عن عبد الواحد بن زياد، قال: قلت لزفر بن الهذيل: عطلتم حدود الله كلّها، فقلنا ما حجتكم؟ فقلتم: ادرؤوا الحدود بالشبهات، حتى إذا صرتم إلى أعظم الحدود، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقتل مؤمن بكافر، فعلتم ما نهيتم، وتركتم ما أمرتم به. هذا أو نحوه من الكلام. ولفظ عبد الواحد في راية الطحاوي عن ابن أبي عمران عن أبي عبيد عن ابن مهدي قلت لزفر: يقولون: إنكم تدرؤون الحدود بالشبهات، وقد جئتم إلى أعظم الشبهات، فأقدمتم عليه قال: وما هو؟ قلت: المسلم يقتل بالكافر. قال فاشهد أنت