للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد الصلاح لنفسه في ذلك قوله:

أَحْبَبْتُ مِن تُرْكِ الخَطَأ ذَا قَامَةٍ … فَضَحَتْ غُصُونَ الْبَانِ لَمَّا أن خَطَا

إياكُمُ وجُفُونَهُ فأنا الذي … سَهْمٌ أصابَ حَشاهُ مِن عينِ الْخَطَا

وقوله أيضًا:

يا قلبُ لا تُقْدِمْ على … سِحْرِ الجُفونِ إذا سَطَا

ومِنَ الْعَجائِبِ أنَّه … أَضْحَى يَصِحُّ مع الْخَطَا

قلت: ويُعجبني إلى الغاية في هذا المعنى قول الأديب المعمار (١)، وإن كان يرد عليه في التورية بالخطأ، ما أورده الصفدي على صاحب الترجمة آنفًا، فإن ذلك مما يُسامح به غالبًا:

أصابَ قلبي خَطائِي … بِلَحْظِهِ لِشَقائِي

فَرُحْتُ مِن عُظْمِ وَجْدِي … أَشْكو إلى الحُكَماءِ

قالوا أُصِبْتَ بِعَيْنٍ … فقلتُ مِن عُظْمِ دَائِي

إنْ كان هذا صَوابًا … فتلك عَيْنُ الْخَطائي

وهو لغة.

في هذا المعنى أيضًا مع سلامته من الاعتراض السابق، قوله (٢) من تائية نظمها في مدح المولى الفاضل أحمد جلبي بن قاضي القضاة حسن بيك بن عبد المحسن، وقد تقدمت في ترجمته (٣):


(١) جلال الدين أبو محمد عبد الله بن إسماعيل الأسدي البغدادي، كاتب شاعر، أديب فيلسوف، توفي بالحلة، سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
الأعلام ٤: ١٩٨.
(٢) كذا ورد في النسخ، والشعر لصاحب الطبقات تقي الدين التميمي، وقد تقدم في الجزء الأول.
(٣) تقدمت الترجمة برقم ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>