ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، وقال: كان من أمراء السلطان فيروز شاه الدهلوي ملك "الهند"، مصر بلدة بـ "مالوه"، وسمّاها "سارنكبور".
ثم أخذته الجذبة الربّانية، فترك الإمارة، وصحب الشيخ قوام الدين بن ظهير الدين العبّاسى الكروي، وتلقّى الذكر منه، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند".
وأخذ عن الشيخ يوسف بن أحمد لا يرجي، وصحبه مدّة من الزمان، وقرأ عليه "الرسالة المكّية"، وفي آخر أمره بعث عليه الشيخ صدر الدين بن أحمد الحسيني البخاري الخرقة، فردّها إليه، ثم بعثها إليه، أشار عليه الشيخ حسام الدين أحد المشايخ السهروردية (١) أن يقبلها، فقبل تلك الخرقة، وحصلت له فتوح عظيمة منها، كما في "أخبار الأخيار".
(١) أما الطريقة السهروردية فهي للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي صاحب "العوارف"، ومدارها على توزيع الأوقات على ما هو اللائق بالناس من الصيام والقيام، والمواظبة على الأدعية المأثورة والأحزاب والأوراد، والأشغال بذكر النفي والإثبات، بحيث يؤثّر في القلب، إلى غير ذلك من الأشغال، وهذه الطريقة وصلت إلى أهل الهند من جهة الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني، وهو أخذ عن الشيخ شهاب الدين إمام الطريقة، وأخذ عنه ولده صدر الدين، وعنه ولده ركن الدين، وأخذ عنه الشيخ جلال الدين الحسيني الأجي، وهو الذي بلغها إلى أعظم المعمورة، وبعده قام بأعباء الطريقة صنوه صدر الدين في بلاد السند، ووصلت طريقته إلى جونبور، وقام بها الشيخ قطب الدين عبد الله بن محمود بن الحسين الأجي ببلاد كجرات، وانتفع به خلق لا يحصون. انظر: الثقافة الإسلامية في الهند ١٨٣: ١٨٤.