أسّسها سماحة الشيخ المفتي محمد شفيع الديوبندي في ١٣٧١ هـ، وكان المؤسّس يعتبر المفتي الأكبر لـ "باكستان"، رفع الله درجته في أعلى علّيين ما إن أسّسها، حتى أمّها الطلاب من مختلف زوايا المجتمع الباكستاني المعروف بنزعته الإسلامية القوية، واجتمعوا في هذه البقعة الطيبة من شتى المناطق، وانضمّ إلى هولاء الطلاب الباكستانيين إخوان لهم من "الهند" ذاتها، ومن "بنغلاديش"، و "بورما"، و"إندونيسا"، و"ماليزيا"، و"أفريقية"، و"أفغانستان"، و"إيران"، و"تركيا"، وغيرها من البلاد الإسلامية، بحيث غدت هذه الجامعة دار العلوم كراتشي حصنا ثقافيا إسلاميا، ينفر إليه طلاب المعرفة الدينية، من كلّ صوب وحدب ليتفقّهوا في الدين، وليرجعوا إلى قومهم دعاة إلى الله، يعلمونهم، ويفقهونهم، لعلّهم يححذرون، أسّسها سماحة المفتي قدّس سرّه، في قعر مدينة كراتشي، ثم لما كثر الطلاب، ومسّت الحاجة إلى بقعة كبيرة ومكان واسع جعل يبحث عن هذه البغية، فوجد بفضل الله تعالى وكرمه أرضا واسعة في ناحية كراتشي، وقّفها بعض أهل الخير من "بلاد أفريقية"، فنقلت جامعة دار العلوم كراتشي إلى محلّ جديد (كورنكي)، وبقي في محلّ قديم قسم تحفيظ القرآن الكريم وبعض المكاتب الإدارية، فهذه الجامعة أكبر جامعة في شبه القارة الهندية، من حيث المساحة، تبلغ ساحتها ٥٦ فدانا، التحق جامعة دار العلوم كراتشي بوفاق المدارس العربية في ١٣٠٣ هـ، وأما قبلها فكانت غير ملحقة بها، وبعد ما التحق بها يشترك طلابها في اختبارات تنعقد تحت إشراف وفاق المدارس العربية بـ "ملتان"، ويمنح الشهادة من الجامعة، ومن وفاق المدارس للفائزين، وهكذا شأن جميع الجامعات والمدارس الملحقة بالوفاق.