للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأحَبَّ الخَلْوة والانقطاع، فخرج سائحا، [وطاف البلاد] (١)، [ورأى عجائب، وجال في الأقطار، وحجَّ، ثم] (٢) عاد إلى "بغداد"، وكان وَجِيها عند أهلها.

قال ياقوت في "معجم الأدباء (٣) ": بلغني أنه اتُّهِمَ في دينه، وسُعِيَ به أنه يَرَى رأي الأوائل، ونَمَى ذلك عنه، فخَشِيَ على مُهْجَتِه، ففارق وطنه، وخرج بِزِيٍّ (٤) السياحة، وتغرَّب في البلاد مُدَّة، حتى سكنت الفتنة (٥)، ومات من كان يخافه، فرجع إلى "بغداد" وبنى له بظاهر البلد صَوْمعةً، أقام بها مدّة، [حتى سكنت نَفْسه] (٦)، ثم عاد إلى ما كان عليه من بيع الدّفاتر والكتب، والتَّصنيف، إلى أن أدْركتْه وفاته (٧)، في سنة ثمان وستين وخمسمائة.

وله (٨) من التصانيف: "لُمَحُ الملَح" (٩)، جمَع فيه ما وقع لغيره من الجِناس نَظْما ونَثْرا (١٠) وكتاب "الإعجاز في الأحاجي والألغاز"، وكتاب


(١) في الوافي، "وطاف بلاد الشام".
(٢) لم يرد في: الوافي.
(٣) لم يرد هذا في معجم الأدباء المطبوع بين أيدينا، ونقله المؤلف عن الصفدي في الوافي: ١٥: ١٧٠.
(٤) في الوفي: "يرى" تصحيف.
(٥) في الوافي: "نفسه".
(٦) سقط من الوافي.
(٧) في الوافي: "فمات في صفر".
(٨) هذا أيضا من قول الصفدي.
(٩) ذكره في الخزانة باسم: "ملح الملح". ذكره كذلك حاجي خليفة، ثم قال: "ومر في اللام"، وصدق.
(١٠) قال الصفدي: "وقد هذّبته أنا، ونقّحته، وسمّيته حرم الملح في تهذيب لمح الملح، وما كان له العلم بالقافية، فإني رأيته يعقد الباب للقافية، ويورد فيها ما لا هو أصل فيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>