للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غَوْثٌ لِمُسْتَصْرِخٍ وغَيْثٌ … إن لم يكنْ في السماء قَطْرُ

يا مَن ضُرُوبُ الورَى غُثاءٌ … وخُلْقُه للجميع بحرُ

أنتَ الذي دينه لُبابٌ … يَبْقَى ودُنياه منه قِشرُ

قد طُلْتُ فَرْعا وطبْتَ عَرْفا … وأصلُ عَلْياكَ مُسْتَقِرُّ

فاقْنَ لما لا يَبيد مما … يبيد ذُخْرا فالخير ذُخْرُ

إن قلتُ شِعرا ففيه شَرْع … والفكر في المسْتَحيل كفرُ

لكنْ سَجايَاك لُحْنَ غُرًّا … حقيقةً لا كما تغُرُّ

فصاغها مَنْطِقِي عُقودا … فوق جُيُوب العُلا تُزَرُّ

تُضْحِي لِنَحْر الوليِّ حَلْيا … وهْي لنَحْرِ العدُوِّ نَحْرُ

كأنما الشخص منك فصُّ … من المعالِي عليه شَطْرُ (١)

والشِّعر كالشمع منه يُقْرا … بالسَّمْعِ والطَّبْع فيه شُكْرُ (٢)

ولستُ فيما أحُوكُ إلا … حاكٍ فمالِي عليه أجْرُ

هذا علَى أنَّ لي زمانا … ما دارَلي في القريض فِكْرُ

لأنه يسْتَبيحُ مني … حِمًى له بالعَفاف سِتْرُ

وَتَسْتَرقّ الأطْماع مني … حُرًّا ولا يُسْتَرَقُّ حُرُّ

فاسْتَوْجَبَ الشُّكرَ ربُّ بِرٍّ … علَى جميع الورَى مُبِرُّ

قَلَّدنِي مَنَّه ابْتداءً … فاقْتادَني والكريم غِرُّ

ووَقَّفتْ دونَه القوافِي … وشَفَّ وَزْنٌ وضاق بَحْرُ (٣)

لكنْ خلعتُ العِذارَ حُبًّا … وكان لِي في القُصور عُذْرُ


(١) في الخريدة: "عليه سطر" وما زال المعنى مستغلقا.
(٢) كذا ورد البيت هنا، وفي بعض النسخ من الخريدة، وهناك رواية لنسخة أخرى: "والشعر كالسمع".
(٣) في نسخة من الخريدة: "وزففت دونه القوافي".

<<  <  ج: ص:  >  >>