أحد أعلام الحرم، دكره الحافظ القرشي في "الجواهر"، وعدّه من الحنفية (١ - ٢٥٠) كان يقول: أول من أقعدني للحديث أو صيّرني محدّثا أبو حنيفة، قال يعقوب بن شيبة: سمعت إبراهيم بن هاشم ذكر سفيان بن عيينة حديث ابن عباس "عجّل لي وأضع عنك"، قال: إنما هو يقول: أخّر عني، وأزيدك، فقال ابن عيينة: كان أبو حنيفة يكرهه. اهـ من "الجواهر"، وروى الخطيب بإسناده إلى بشر بن الوليد القاضي، قال: كنا نكون عند سفيان بن عيينة، فكان إذا وردت عليه مسئلة مشكلة، يقول: ها هنا أحد من أصحاب أبي حنيفة، فيقال: بشر، فيقول: أجبْ فيها، فأجيب، فيقول: التسليم للفقهاء سلامة في الدين. كذا في (جامع المسانيد)(٢ - ٤١٥).
قلت: ابن عيينة من مفاخر "الكوفة"، ذكره الإمام الهمام الذهبي في الحفّاط، فقال:
مولده: بـ "الكوفة"، في سنة سبع ومائة.
وطلب الحديث، وهو حَدَث، بل غلام، ولقى الكبار، وحمل عنهم علما جما، وأتقن، وجوّد وجع وصنّف، وعمّر دهرا، وازدحم الخلق عليه، وانتهى إليه علوّ الإسناد، ورحل إليه من البلاد، وألحق الأحفاد بالأجداد.
سمع في سنة تسع عشرة ومائة، وسنة عشرين، وبعد ذلك، فسمع من عمرو بن دينار، وأكثر عنه، ومن زياد بن علاقة، والأسود بن قيس، وعبيد