وقرأ الفقه والأصول على الملا مهر دل الفراهى القندهاري، وقرأ النحو والصرف على الملا شير محمد القندهاري، وقرأ المنطق على القاضي محمد نور القندهاري، صاحب الحاشية على "شرح السلّم" للكوباموي.
ثم دخل "بيشاور" ودار البلاد والقرى، وأخذ الفنون الرياضية والطبعية عن بعض علماء "الهند"، ثم دخل "آكره"، وقرأ الحديث على مولانا عبد الله القندهاري، نزيل "آكره"، وسافر معه إلى "كشمير"(١)، وصحبه مدّة.
ثم سافر إلى "بوفال"، وقرأ "الشمس البازغة" للجونبوري على شيخنا القاضي عبد الحق الكابلي، وسمع عليه أكثر الكتب الدرسية، ثم سار إلى "جونبور"، وشرع "إلهيات الشفاء" على مولانا هداية الله الرامبوري، ولكنّه لم يستحسن طريقته في الدرس والإفادة، فسار إلى "خيرآباد"، وقرأ "إلهيات الشفاء" على العلامة عبد الحق الخيرآبادي، وسمع عليه جميع الكتب الدرسية في المنطق والحكمة، ولبث عنده خمس سنين.
(١) "كشمير": تحدّها سلسلة الجبال من جهاتها الأربع، فمن جهة الشرق تنتهى إلى حدود "التبت" الصغير، ومن جهة الغرب إلى مسكن الأفغانيين، ومن جهة الشمال إلى "خراسان"، ومن جهة الجنوب إلى "بنجاب"، وأرضها سهل مستو، مساحته من الشرق إلى الغرب نحو أربعين فرسخا، وعرضه من الجنوب إلى الشمال نحو عشرين فرسخا، ولها شهرة في كثرة الفواكه والرياحين، كالجوز، واللوز، والأعناب، والرمان، والتفاح، والسفرجل، والحوخ، والنيشوق، والموز، والتين، والتوت، والعناب إلى غير ذلك من الفواكه والرياحين الطيبة: البنفسج، والزعفران، والنرجس، والسوسن، والسنبل، والزنبق، والياسمين وغيرها.