للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمد الحنفي الكنكوهي وقرأ عليه الصحاح الستة، ولازمه سنة كاملة، ثم رحل إلى "طوك"، وتزوّج بابنة القاضي دوست محمد الكابلي، وسكن بها، وولي التدريس بالمدرسة الناصرية ببلدة "طوك"، فدرّس بها مدّة طويلة، ثم ولي التدريس بالمدرسة الفتحبورية بـ"دهلي"، وإني استقدمته لدار العلوم غير مرّة، فلم يتفق له القدوم إلى "لكنو".

وفي حدود سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف خرج من "الهند"، وسافر إلى بلاده سرا (باتفاق مع العلامة الشيخ محمود حسن الديوبندي ومساعدته، وحرّض أهل تلك البلدة على حمل السلاح إزاء الحكومة الإنكليزية، وأثرّت مواعظه وأحاديثه في الناس، حتى دخل في حرب مع الأنكليز تحت إمارة الشيخ المعروف بحاجي ترنك زئي، ولما وقعت الهزيمة، وانتصر الإنكليز هاجر إلى "كابل"، وأقام بها، ولما طلب الإنكليز من الأمير حبيب الله خان تسليمه، سفر إلى "ياغستان"، ومكث مدّة مع مستوفي الممالك، ولما قتل الأمير حبيب الله خان، وبويع أمان الله خان بالإمارة رجع إلى "كابل"، وشغل مناصب خطيرة في المملكة إلى أن اعتزل.

كان الشيخ سيف الرحمن عالما قويّ العلم، ذكيا، شديد الفطنة، شهما، عالي الهمّة، شديد الغيرة في الدين، شديد البغض للإنكليز، فصيحا مفوّها، كثير الخبرة بأمور الدنيا، عارفا بالسياسة، واعيا متيقّظا، رجع بعد ما تحرّرت "الهند"، وقامت "باكستان" إلى وطنه "بِشَاور"، وسكن في قريته "متهرانو" في شمال "بِشَاور"، ومات بها لسبع خلون من جمادى الأولى سنة تسع وستين وثلاثمائة وألف، ودفن في مقبرة أسلافه.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>