قال. السَّمْعانِيّ في وَصْفه: الإمام المقدِم في زمانه علىْ أقرانه؛ فضلا، وعلما، وديانة، وزُهْدا، وتواضُعا.
ذكره التميمى في "طبقاته"، وقال: وُلِد في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
وتفقَّه على مذهب أبي حنيفة، رضى الله تعالى عنه، وبَرَع فيه حتى صار مُفْتِيَ "أصْبَهان".
قال أبو زكَرِيّا ابن مَنْده في "تاريخ أصبَهان": وقُتِل في الجامع العَتيق، يوم عيد الفطر، من سنة اثنتين وخمسمائة، قتلَه باطِني، وقُتِل به، رحمه الله تعالى.
وفي "الفوائد البهية": أخذ عن على بن عبد الله الخطيبي، عن أبي محمد عبد الله الناصحي، عن القاضي عتبة، عن قاضي الحرمين النيسابوري، يعني القاضي أبي خازم عبد الحميد، عن بكر بن محمد العمّى، عن محمد بن سماعة، عن أبي يوسف، وخرج مع الخطيبي إلى زيارة بيت الله الحرام، وكان معه، ومع الخطيبي ابنه وزوجته، فماتت زوجته بـ"البصرة"، وأخذهم العرب بالبادية، فبقى في أسرهم سبعة أشهر، فبلغ ذلك نظام الملك وشرف الملك، فنفذا سبعمائة دينار إلى القائم بأمر الله، حتى أرسل بها إلى العرب، فأطلقوا عنه، ثم مات الخطيبي بـ "الجحفة" سنة سبع وستين وأربعمائة، ومضى ابنه وابن الراسمندى إلى "مكّة، وعادا إلى "بغداد"، ثم ولي القضاء بـ"أصبهان" مكان إسماعيل ابن على بن عبد الله الخطيبي، حين اعتقله السلطان. عدّة سنين، وكانت وفاته يوم عيد الفطر سنهْ اثنتين وخمسين وخمسمائة.