للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُل لرَبِّ النَّدَى ومَن طلَب العِلْـ … ـمَ مُحِدّا إلى سبيل السَّواء (١).

إن أردتَ الخلاص من ظُلمة الجهْـ … ـلِ فما تهْتدِي بغير الضِّياء

فأجاب، رحمه الله تعالى (٢):

قُل لمن يطلُب الهدايةَ منِّي … خِلْت لَمْعَ السَّراب بِرْكةَ ماء

ليس عندي مِن الضِّياء شُعاعٌ … كيف يُبْغَى الهدى من اسم الضِّياء

قال الحافظ جلال الدين السُّيوطِيّ، رحمه الله تعالى، في آخر ترجمة الضياء، رحمه الله تعالى: فائدة رأيتُ أن أُطْرِفَ بها هذا الكتاب، وقع في كلام الشيخ ضياء الدين هذا السّابق، نَقْلُه عنه آنفا إطْلاقَ الصّانع. على الله تعالى، وهو جارٍ في ألسِنَة المتكلمين، وانْتُقِدَ عليهم بأنَّه لم يَرِدْ إطلاقه على الله تعالى، وأسماؤه توْقيفيّة.

وأجاب التَّقِيُّ السُّبكِيُّ، بأنه قُرِئ شاذَّا (صنَعَه الله) بصيغة الماضي، فمن اكْتفَى في إطْلاق الأسماء بورود الفعل، اكْتفَى بمثلِ ذلك.

وأجاب غيرُه بأنّه مأخوذ من قوله تعالى: (صُنْعَ الله) (٣). ويتوقَّف أيضًا على القَوْل بالاكْتفاء بوُرود المصدر. قال - أعْنِي السُّيُوطِيّ - وأقول: إنِّي لأعجبُ للعلماء خَلَفًا وسلَفا، من المحدِّثين والمحقِّقين، ممن وقَف على هذا الانْتقاد، وقول القائل: إنه لم يَرِدْ. وتسْليمهم له ذلك، ولم يسْتَحْضِرْوه، وهو واردٌ في حديث صحيح. ثم رَوَى الحديث بسَنَده، عن حُذيفة، رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله صانع كُلّ صانع وَصَنْعتِه". وقال: هذا حديث صحيح، أخرجه الحاكم عن أبي النضْر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، عن عثمان بن سعيد الدارِمِيّ، عن علي


(١) في الدرر: لرب العلي.
(٢) سورة النمل ٨٨.
(٣) في كتاب الإيمان. المستدرك ١: ٣١، ٣٢. وفيه خالق كل صانع.

<<  <  ج: ص:  >  >>