للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتب إليه القاضي فَتْح الدين ابن الشَّهيد، كاتبُ السِّرِّ بـ "الشام" ارْتجالا، وذلك في سنة إحدى وستين وسبعمائة قوله:

أيا ابن حَبِيب من أدَبِ أجِزْنا … وأمْتِعْنا على شَرْطِ الأديب

وأملِ على مُحِبِّيك المعاني … ليَرْوِيها مَحاسِنُ عن حبيب

فقال القاضي زَين الدين طاهرٌ مجيبا:

لسائل مَدْمَعِي هل من مُجِيبِ … يُخَبِّره عن الرِّشا الرَّبيب

وهل لصبابَة الكَلِفِ المعَنَّى … وسُقْمٍ قد بَراه من طَبِيبِ

كذا رأيتُ هذه الترجمة بخطِّ أحمد بن محمد بن الشِّحْنة، ومنه نقلتُها، ثم رأيتُ له ترجمة في "الضوء اللامع" بنحو ما هُنا، وأوْرَدَ له بعضَ الأبيات، منها قولُه (١):

قلتُ له إذ ماسَ في أخْضرٍ … وطَرْفُه ألْبابَنَا يسْحَرُ

لَحْظُك ذا أو أبْيَض مُرْهَفٌ … فقال لي ذا مَوْتُكَ الأحْمَرُ (٢)

وقوله في ضَبْط أشْهُرِ القِبْط (٣):

بَرْمَهاتُ بَرْمُودَةٌ وبَشَنْسُ … وبَؤُونُ أبِيبُ مسْرَى الحُرُورِ

ثم تُوتٌ وبابَةٌ وهَتُورٌ … وكَيَهْكٌ وطُوبَةٌ أمْشِيرُ

قال السّخاوِيُّ: وله "نَظْم في فرائض الحنفية"، و"مَحاسِن الاصْطلاح"، للبُلْقِينيِّ، وذيَّل على "تاريخ أبيه" بطريقته.

وقال ابنُ خَطيب النّاصِرِيَّة: وكان ناظما بليغا، تامَّ الفضيلة في صناعة الإنشاء، بحيث إنَه عُيِّن لكتابة سِرِّ "مصر".

وأرَّخ السّخاوِيُّ ولادته بعد الأربعين وسبعمائة بقليل.


(١) إنباء الغمر ٢: ٣٣٨، وشذرات الذهب ٧: ٧٥، ٧٦، والضوء اللامع ٢: ٤.
(٢) في الشذرات: فقال هذا موتك الأحمر.
(٣) الضوء اللامع ٢: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>