للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت دارُه لا تخلو في كلِّ ليلة من ليالي شهر رمضان من ألف نَفْسٍ مُفْطِرةٍ فيها، وكانت صِلاتُه وصَدقاتُه وقُرُباتُه في هذا الشهر تبلُغ مَبْلغَ ما يُطلِق منها في جميع شهور السنة.

وعن أبي منصور الدِّينَوَرِيِّ، أنَّه قال (١): أهْدَى العُمَيْرِيُّ قاضي "قَزْوِينَ". إلى الصاحب كُتبا، وكتب معها قولَه:

العُمَيْرِيُّ عبدُ كافي الكُفاةِ … ومَنِ اعْتُدَّ في وُجوهِ القُضاةِ

خدَم المجلسَ الرَّفيعَ بكُتْبٍ … مُفْعَماتٍ من حُسْنِها مُتْرَعاتِ

فوقَّع تحت التيتين:

قد قبِلْنا من الجميع كتابا … ورَدَدْنا لوَقْتِنا الباقياتِ (٢)

لستُ أسْتَغْنِمُ الكبيرَ فطَبْعِي … قولُ خُذْ ليس مَذْهَبِي قولَ هاتِ (٣)

وكتب إليه بعضُ العَلَوِيَّة (٤)، يُخْبِرُه بأنَّه رُزِق مولودا، ويسأله أن يُسَمِّيَه ويُكَنِّيه. فوقَّع في رُقْعَته: أسْعَدك الله بالفارس الجديد، والطالِع السَّعيد، فقد والله ملأ العينَ قُرّةً، والنفسَ مَسَرَّة مُسْتقِرَّة، والاسم عليَّ؛ ليُعْليَ الله ذِكْرَه، والكُنْية أبو الحسن، ليُحْسِنَ الله أمرَه، فإنِّي أرجو له فضلَ جَدِّه، وسعادَةَ جَدِّه، وقد بعَثْتُ لتَعْوِيذه دينارا مِن مائة مثقال، قصدْتُ في مَقْصِدَ الفال، رجاءَ أن يعيشَ مائة عام، ويخْلُصَ خَلاصَ الذَّهَب الإبرِيز من نُوَبِ الأنام، والسّلام.

وعن أبي النصر العُتْبِيِّ، أنه قال (٥): كتب بعضُ أصحاب الصاحب رُقْعةً إليه في حاجة وفوقَّع فيها، ولما رُدَّتْ إليه لم يَرَ فيها تَوْقيعا، وقد تواترتِ الأخبار


(١) يتيمة الدهر ٣: ١٩٨.
(٢) في اليتيمة "لوقتها الباقيات".
(٣) في اليتيمة "أستغنم الكثير".
(٤) يتيمة الدهر ٣: ١٩٨.
(٥) يتيمة الدهر ٣: ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>