وعشرين ومائتين وألف، ونشأ بها، واشتغل على عبد القوي الحنفي، تلميذ السيّد محمد مخدوم الحسيني اللكنوي.
وقرأ عليه الرسائل المختصرة بالفارسية، ثم اشتغل على مولانا عبد القدّوس، الحنفي اللكنوي، وقرأ عليه رسائل النحو والصرف وغيرهما، ثم تتلمّذ على مولانا قدرة علي الحنفي اللكنوي، وقرأ عليه كتب المنطق، والحكمة، والحساب، والهيئة، والهندسة، وسائر الفنون المتعارفة، وقرأ الكتب الطبّية على مرزا غوث علي تلميذ آقا صاحب، وعلى حكيم مرزا علي خان اللكنوي، وتطبّب عليه.
ثم لازم السيّد حسين بن دلدار علي المجتهد اللكنوي، وقرأ عليه الفقه والحديث، وبعض الكتب الدرسية، وصحبه مدّة طويلة، حتى صار صاحب سرّه، وجعله السيّد حسين المذكور مجازا عنه في رواية الأخبار المأثورة، عن الأئمة الأخيار، وكتب له الإجازة، فاشتغل بالدرس والإفادة، وولي التدريس في المدرسة السلطانية في عهد أمجد علي شاه، واستقام على تلك الخدمة ثلاث سنين.
ثم ولي الإفتاء في ديوان الوزارة سنة إحدى وستين ومائتين وألف، ولم يزل على تلك الخدمة مدّة طويلة، ولقّب من قبل ملك "أوده" بتاج العلماء وافتخار الفضلاء، وكان واجد علي شاه آخر ملوك "أوده"، يبالغ في إكرامه، وطلبه إلى "كلكته"(١)، حيث كان منفيا، فأقام بها مدّة، ثم رجع بعد وفاته
(١) "كلكته": مدينة حديثة العهد، مصّرها الإنكليز على نهر "هوكلي" حيث الطول الشرقي ٢٨ درجة و ٨٨ دقيقة، والعرض الشمالي ٢٢ درجة و ٣٣ دقيقة، وبينها وبين البحر مائة ميل، فجعلوها قصبة بلاد "الهند"، يسكن بها الحاكم العام للهند من قبل إنكلترا منذ مائة سنة، وفي سنة ١٣٣٠ هـ ١٩١١ م قدم جورج الحكومة من "كلكته" إلى "دهلي"، فانتقل نائبه "لورد هاردنك" من ذاك إلى هذا، ولها تجارة واسعة برا وبحرا، وهي أكبر مدن الهند في هذا العصر.