من "رساله قطبيه" أنه قال: إن العلم على نوعين، نقلي وعقلي، والنقلي على سبعة أنواع: لغة وصرف ونحو بلاغة ومناظرة وأصول وفقه. والفقه ثلاثة فنون: العقائد والأحكام والأخلاق. ولكلّ منها كتب على حدة، فصارت العلوم النقلية تسعة أنواع يجب تحصيلها، وبعد ذلك يستحبّ له أن يشتغل بعلم الوحي، وهو القرآن والحديث. ولها أربعة فنون أخر، ينبغي تحصيلها: القراءة والتاريخ وأحكام الناسخ والمنسوخ وأقسام أصول الحديث. وبهذا الاعتبار صارت العلوم النقلية أربعة عشر نوعا، فمن يجمع هذه العلوم بتحقيق وتدقيق فهو مجتهد، لأن الاجتهاد باق إلى الآن غير ماض، كما زعم بعض الحمقى، كيف يقصر على السلف؟ فإن المهديّ يكون أفضل المجتهدين في زمانه، وكذلك عيسى عليه السَّلام، ولأنّ الفيوض النبوية صلى الله على صاحبها وسلم - غير مقصورة على زمان دون زمان.
وأما العلوم العقلية فهي أيضًا على سبعة أنواع: الطبّ والمنطق والطبيعيات والإلهيات والنجوم والتكسير والرياضي.
أما الرياضيات فهي أربعة فنون: الحساب والهندسة والهيئة والموسيقى، ولكلّ منها كتب على حدة، فصارت العلوم العقلية عشرة أنواع، من يجمعها بتحقيق وتدقيق فهو حكيم، ومن يجمع هذه الأنواع كلّها عقليا كان أو نقليا فهو أعقل الناس وأشرفهم.
وقال في تلك الرسالة:
إن لكلّ من العلماء في التدريس طريقة على حدة مختلفة على حسب تفاوت الزمان والاستعداد، قال: كان الشيخ قطب الدين الشهيد السهالوي يدرّس كتابا واحدا من كلّ فنّ بتحقيق وتدقيق، فيتخرّج عليه العلماء المحقّقون، والشيخ نظام الدين كان يدرّس كتابين من كلّ فنّ لكلّ من الطلبة إلا الأذكياء منهم، فإنه كان يدرّسهم كتابا واحدا، وأما ولده عبد العلي فهو