ذكره صاحب "نزهة الخواطر"، فقال: كان أصله من "زيدبور" من أعمال "جونبور"(١)، انتقل أحد آبائه إلى أرض "الدكن"، فولد، ونشأ بها عبد الأول، ولازم جدّه علاء الدين، وأخذ عنه الحديث، عن الشيخ حسين الفتحي، عن محمد بن محمد الجزري صاحب "الحصن الحصين"، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الصفوي، وغيره ثم أخذ الطريقة عن بعض أبناء الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوى الدفين بـ "كلبركه"، ثم دخل "كجرات"، وسكن بها زمانا، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، ورجع إلى "الهند"، فأقام بـ "أحمد آباد" مدّة من الزمان، ودرّس، وأفاد.
أخذ عنه الشيخ طاهر بن يوسف السندي، وخلق كثير، وقدم "دهلي" في آخر عمره، فعاش بها سنتين، ومات.
وله مصنّفات عديدة، منها:"فيض الباري شرح صحيح البخاري"، و"منظومة" في المواريث، و"شرح بسيط" له على تلك المنظومة، وله "رسالة" في تحقيق النفس، و"مختصر" في السير، لخّصه من "سفر السعادة" للفيروزآبادي، وله تعليقات شتى على "الفتوحات المكية"، و"المطوّل"، وعلى غيرهما من الكتب.
توفي سنة ثمان وستين وتسعمائة، كما في "أخبار الأخيار".
* * *
(١) "جون بور": مدينة عامرة على بضعة فراسخ من "بنارس"، وكانت قصبة بلاد الشرق في القديم، بناها فيروز شاه الدهلوي، وسماه باسم ابن عمّه محمد شاه تغلق "جه بور"، فتغيّر على أفواه الرجال بـ "جونبور"، فيها أبنية رفيعة، ومدارس، وجوامع من أبنية السلاطين الشرقية، يدرس بها ملك العلماء شهاب الدين الدولة آبادي.