للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال عمرو بن علي: سمعتُ الخُرَيْبِيّ يقول: ما كذبتُ قطُّ إلا مَرَّةً في صَغَرِي، قال له أبي: أذهَبتَ إلى الكُتّاب؟ فقلتُ: بلَى (١). ولم أكُن ذهبتُ.

روَى له الجماعة إلا مُسْلما.

قال الطَّحاوِيّ: حدَّثنِي القاضي أبو حازم، حدَّثني سعدُ بن رَوْح، عن عبد الله ابن داود، وقال له رجلٌ: ما عَيَّب (٢) الناس فيه على أبي حنيفة؟ فقال: والله ما أعْلمُهم عابوا عليه في شيء إلا أنَّه قال فأصاب، وقالوا فأَخْطأوا، ولقد رأيتُه يسْعى بين الصفا والمرْوة وأنا معه، وكانت الأعْيُنُ مُحِيطَةً به.

وقيل لعبد الله بن داود: إنّ بعض الناس كتب عن أبي حنيفة، رحمه الله تعالى، مَسائلَ كثيرة، ثم لَقِيَه بعدُ، فرجع عن كثير منها، فقال: لا يَصُدَّنَّك هذا، إن أبا حنيفة كان مُطَّلعا على الفِقْه، وإنما يرجِعُ الفقيه عن القَوْل في الفِقْه إذا اتَّسَعَ عِلْمُه.

مات رحمه الله تعالى، يوم الأحد، النِّصف من شوَّال، سنة ثلاث عشرة ومائتين. كذا ترجمه في "الجواهر المضية".

وتَرْجمَه الحافظ الذَّهبيُّ في "طبقات الحُفّاظ"؛ فقال: عبد الله بن عامر، الإمام الحافظ القُدْوَة، أبو عبد الرحمن الشَّعْبِيِّ الكوفِيّ الخُرَيْبِيّ، كان يسْكن محلَّةَ الخُرَيْبة بـ "البصرة"، سمع هشام بن عُرْوة، والأعْمَش، وابن جُرَيْج، والأوزاعِيَّ، وطبقتَهم.

وحدَّث عنه الحسن بن صالح، وسفيان بن عُيَيْنة، هما من شُيوخه، ومُسَدَّد، وبُنْدار، وبشر بن موسى، وخلائق.

قال أبو سعد: كان ثقةً، عابدا، ناسكا.


(١) كذا في الطبقات والجواهر، وفي تهذيب التهذيب: "كان أبي قال لي: قرأت على المعلم؟ قلت: نعم".
(٢) عيّبه: نسبه إلى العيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>