للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم دخل "الهند"، ولقي الشيخ العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي بـ "كلكته"، وقرأ عليه بضع دروس من "الأفق المبين"، ثم ترك الاشتغال عليه، ودخل "جونبور"، ولقي الشيخ هداية الله بن رفيع الله الرامبوري، ولم يقرأ عليه شيئا، ثم ذهب إلى "رامبور"، وأدرك بها الشيخ عبد العلي الفاضل المشهور، فقرأ عليه "لأفق المبين" للسيّد باقر داماد، و"كتاب الشفاء" لابن سينا.

ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحجّ، وزار، وساح أكثر بلاد "الشام" و"العراق"، ثم رجع إلى "الهند"، ودخل "بوبال"، وأخذ بعض الفنون الرياضية عن الشيخ فتح الله نائب المفتي بها، وقرأ الصحاح الستة على مولانا عبد القيّوم بن عبد الحي البكرى البرهانوي المفتي بها، وتزوّج بابنة الشيخ فتح الله المذكور، وولي التدريس في المدرسة الشاهجهانية، فدرّس، وأفاد مدّة مديدة، ولما توفي شيخه وصهره فتح الله ولي نيابة المفتي مكانه، وولي الإفتاء سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، وقلّده بالقضاء سنة خمس وثلاثماثة، فاستقلّ به مدّة حياته.

وكان إماما بارعا في الفقه والأصول والكلام، عارفا بدقائق المنطق والحكمة والهيئة والحساب، مشاركا في الحديث، ملازما لأنواع الخير والعلوم، كثير الدرس والإفادة، مليح البحث، صحيح الدين، قويّ الفهم، كثير المطالعة لفنون العلم، حلوّ المذاكرة، طيّبا، بشوشا، كريم الأخلاق.

قرأت عليه أكثر الكتب الدراسية في المنطق والحكمة والهندسة والهيئة بمدينة "بوبال" حين كان مفتيا بها.

ومن مصنّفاته: "القول المسلّم على شرح السلّم" للقاضي، والحاشية على حاشية القاضي على "حاشية مير زاهد" على "شرح المواقف"، والحاشية على "التلويح شرح التوضيح" في أصول الفقه، والحاشية على خطبة "القاموس"، وله رسالة نفيسة في مبحث المثناة بالتكرير، ورسالة في الاصطرلاب، وله غير ذلك من الرسائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>